حصارُ نظامِ الأسدِ لمخيّمِ الركبانِ يضعُ قاطنو المخيّمِ أمامَ خيارينِ لا ثالثَ لهما
يستمر الحصارُّ الخانقُ الذي يفرضُه نظامُ الأسد على مخيّم الركبان على الحدود السورية – الأردنيّة منذ أشهرٍ، في ظلِّ تردّي الوضعِ المعيشي، ويضع قاطني المخيّم أمامَ خيارين لا ثالثَ لهما، إما البقاءُ والموتُ جوعاً أو التوجُّه إلى مناطقِ سيطرةِ نظام الأسد ومواجهةُ مصير مجهول.
ويقول “أحمد الزغير” رئيسُ المجلس المدني الموحّد في المخيّم، إنَّ الوضعَ في المخيّم “يزداد سوءاً يوماً بعدَ يوم، بسبب انقطاع كافة أنواع الدعم ما تسبَّب في انهيار الوضعِ المعيشي للنازحين”.
ويضيف “الزغير” أنَّ “أسعارَ المواد مرتفعةٌ جداً ضمن المخيّم، كونَها تدخل عبرَ مصدر واحد، وهو طريقُ التهريب حيث يتحكَّمُ المهربون بذلك”، وفقاً لما نقلت عنه شبكة “نورث برس”.
وأوضح أنَّ المخيم أُنشئ عام 2014، وينحدر معظمُ الساكنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمصَ وحماة، ويعيش فيه أكثرُ من 12 ألفَ لاجئ من عدّةِ مناطق سورية.
من جهته، اعتبر الناشطُ الإعلامي المقيمُ في المخيّم “عمر الحمصي”، أنَّ مستقبلَ مخيّم الركبان “كان ولا يزال مجهولاً في ظلِّ ما يشهدُه من سوءِ الأوضاع المعيشية للنازحين”.
ورجّح “الحمصي” حدوثَ انفراجٍ بأزمة النازحين في المخيّم، في حال قام الأردنُ بتشكيل فصائلَ عسكرية على حدوده.
ولفت إلى أنَّ التضييقَ والحصار على المخيّم، يأتي في إطار محاولاتِ نظام الأسد لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطقِ سيطرته وإغلاقِ المخيّم.
وعلى الرغم من غيابٍ أيّ ضمانات أمنيّة تمنع اعتقالَهم من قِبل الأجهزة الأمنيّة التابعة لنظام الأسد، يتوالى خروجُ العائلات بشكل غيرِ منظّم وفردي خاصةً في ظلِّ حالةِ الحصار، قاصدين مناطقَ سيطرة النظام، “غيرَ آبيهن بما قد ينتظرهم في تلك المناطق”، بحسب ما نقلت الشبكةُ عن نازحين في المخيّم.
ويشير “الحمصي” إلى أنَّ “هناك عملياتِ مغادرة بشكل مستمرٍّ، للعائلات، وكانت آخرُ دفعةٍ قبل ثلاثة أيام”، مؤكّداً أنَّ “النازحين يكابدون لأجل البقاءِ على قيدِ الحياة، فإنْ ضاقت بهم السبلُ، توجّهوا إلى مناطق النظام”.