حقوقيونَ لبنانيونَ ينتقدونَ مقترحَ قرارٍ يقضي بترحيلِ اللاجئينَ السوريينَ إلى بلادِهم قسراً

انتقدَ عدّةُ حقوقيينَ لبنانيينَ، مقترحاً لقانون تقدّم به النائب “إلياس جرادة”، ينصُّ على إلزام مفوضية اللاجئين بتوطين السوريين في بلدٍ ثالث خلالَ مدّةِ عامٍ، أو ببدءِ الترحيل القسري للاجئين، واصفينَ القانون بأنَّه “عنصري وتحريضي”.

وقالت مصادرُ إعلام لبنانية، إنًَ مقترحَ القانون ينصُّ على منعِ تسوية أوضاع السوريين الوافدين خلسةً أو المسجَلينَ لدى المفوّضية بعدَ مهلةٍ أقصاها سنةٌ من إقرار القانون، بحيث يعتبر اللاجئ مقيماً غيرَ شرعي.

وزعمَ النائب اللبناني، أنَّ اللاجئينَ السوريين يعتمدونَ على إنجاب الأطفال لرفع قيمةِ المساعدات التي يقبضونها من المفوضية وذلك تبعاً لتحديد مبلغٍ معيّنٍ عن كلِّ مولود وهو ما يشكّل تغييراً ديموغرافياً على تركيبة المجتمعِ اللبناني.

وفي ردودِ الأفعال على تلك الدعوات، انتقدتْ المحاميةُ والناشطة الحقوقية، ديالا شحادة، تصريحاتِ النائب، وقالت إنَّ البرلماني لم يطّلع على تقاريرِ المفوضية التي تشير إلى أنَّ أكثريةَ اللاجئين السوريين يعيشون دونَ خطِّ الفقر.

من جهته، قال رئيسُ المركز اللبناني لحقوق الإنسان، وديعُ الأسمر، إنَّ مقترحَ القانون “شعبوي”، مشيراً إلى أنًَ “ما يهدف له الحلفاء المستترينَ أو العلنيين لحكومة دمشق هو الضغطُ على المعارضين السوريين كي يعودوا ويلقوا حتفَهم في بلدهم”.

وسبقَ أنَّ عبرَ “حسام الغالي” المديرُ العام لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، عن استغرابه من الحملةِ الممارسة ضدَّ الطلاب السوريين قُبيلَ بدءِ العام الدراسي الجديد، والاتهامات التي يتمُّ تداولُها بحقِّهم منها “احتلالُ المدارس”، بعدَ الحديثِ عن دمجهم مع اللبنانيين.

وقال الغالي، إنَّه يتأسّف لتناول الموضوعِ التربوي والتعليم في لبنان بطريقةٍ “عنصرية”، في وقتٍ يترنّح فيه العام الدراسي، ويبدو أنَّه لا عامٌ دراسيٌّ لا للبنانيين ولا للسوريين، ولفتَ إلى أنَّ المخاطرَ على التلميذ السوري في المخيمات من تداعيات عدمِ التعليم أكبرُ من التلميذ اللبناني المحاطِ بظروف وبيئة أفضلَ.

يأتي ذلك في وقتٍ تواصل حكومةُ لبنان، بدفع من عدّةِ تيارات مقرّبةٍ من نظام الأسد وميليشيا “حزب الله”، ممارساتها بحقِّ اللاجئين السوريين، بهدف التضييقِ عليهن ودفعِهم لقبول العودة لمناطق نظامِ الأسد بسوريا بشكلٍ قسري، ضمنَ خطّةٍ معدّةٍ لإعادتهم بشكلٍ تدريجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى