حِراكٌ دبلوماسيٌّ عسكريٌ يهدّدُ وجودَ “قسد” في شمالِ شرقِ سوريا
أطلقت روسيا موخّراً حِراكاً جديداً في شمال شرق سوريا يستهدف وجود ميليشيات “قسد” بالدرجة الأولى، ويمزج بين الدبلوماسي والعسكري دون أنْ تتضح أهدافه بعد.
فعقبَ إعادة الانتشار الذي نفّذته بعضُ الوحدات العسكرية الروسية في ريفي الرقة ودير الزور، التقى قائد الجيش الروسي في سوريا “أليكساندر تشايكو” بالقائد العام لميليشيات قسد “مظلوم عبدي”، من دون الكشف عن تفاصيلِ اللقاء، واكتفى “عبدي” بالقول في تغريدة، إنّه “بحث مع تشايكو القضايا المشتركة، ومن ضمنها الانتهاكات التركية للاتفاقات المبرمة”.
ورغم أنّه لم يصدر أيُّ تعليق من الجانب الروسي حول هذا اللقاء، إلا أنّه يأتي بالتزامن مع الكشف عن بدءِ “ب ي د” الذي يقود ميليشيا “قسد” بطرد قادة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي (بي كا كا) من مناطق سيطرته بطلب أميركي، وهو الأمرُ الذي لم يؤكّده الحزب بعد.
ويرى البعض أنّ روسيا تعتبر مثل هذا الإجراء، إنْ صحّ، تطوراً يتجاوزها من قِبل “قسد”، لصالح كلٍّ من الولايات المتحدة وتركيا، الأمر الذي لا يمكن أنْ تتسامح معه، خاصة وأنها تعتقد أنّها صاحبة الفضل في إنقاذ “ب ي د” من الهجوم الأخير الذي شنّته تركيا نهاية العام الماضي على مناطق سيطرته ضمن ما يعرف بعملية “نبع السلام”، في الوقت الذي تخلّت فيه واشنطن عن الحزب وأعلن رئيسها “دونالد ترامب” الانسحاب من سوريا.
اللقاء بين المسؤوليَن الروسي والكردي يأتي أيضاً بالتزامن مع حِراك عسكري روسي شمال شرق سوريا، سواءٌ في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد أو ميليشيات “قسد”، حيث كان قائد الفرقة 25 المحسوبة على روسيا العميد “سهيل الحسن” قد توجّه إلى المنطقة الثلاثاء، بالتزامن مع حديث وسائل إعلام روسية عن تعزيزات عسكرية تابعة للفرقة وصلت إلى ريف الرقة على تخوم مناطق سيطرة “قسد”.
ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية عن مصدر في الفرقة 25 أنّ تعزيزات عسكرية ضخمة من الفرقة وصلت إلى ريف الرقة، وانتشرت في نقاط عديدة في المنطقة، فيما قالت مصادر أخرى مؤيّدة للنظام إنّ ميليشيات النمر انتشرت في مدينة عين عيسى الخاضعة لسيطرة “قسد” بريف الرقة، ولكنّ مصادر محلية في المدينة نفت هذه المعلومات وأكّدت أنّ الصور التي نشرت للمناطق التي ظهر فيها “سهيل الحسن” ليست في عين عيسى.
وسبق ذلك إرسال القوات الروسية ثلاثة أرتال عسكرية إلى شمال شرق سوريا هذا الاسبوع، منها اثنان توجّها إلى الرقة والثالث تمركز في محافظة دير الزور، وحسب مصادر محلية فإنّ رتلين عسكريين روسيين مؤلّفين من 60 آلية عسكرية قد وصلا إلى دير الزور من ريف الرقة واستقرّا في معسكر الطلائع على أطراف المدينة، فيما دخل رتلٌ عسكري روسي ثالث إلى دير الزور وضمّ نحو 30 آلية عسكرية، الأمر الذي وضعه المراقبون في إطار المزاحمة الروسية لإيران على المنطقة.
وبدأت روسيا بتعزيز وجودها العسكري في دير الزور بشكلٍ ملحوظ خلال الأسابيع الماضية لاستقطاب متطوّعين في ميليشيات إيران في سوريا لتجنيدهم وتدريبهم، كما تعمل على تجنيد مرتزقة من أبناء المحافظة لإرسالهم إلى ليبيا.
ومؤخّراً، تصاعد التوتر بين الميليشيات الموالية لروسيا والميليشيات الموالية لإيران في مدينة دير الزور وريفه، أسفر آخرها عن مقتلِ وجرحِ عددٍ من عناصر الأمن العسكري باشتباكات في المدينة مع ميليشيا لواء القدس المدعومة من روسيا.