خلالَ زيارتِه لشرقِ سوريا.. قائدٌ عسكريٌّ أمريكيٌّ بارزٌ يحذّرُ من تطوراتِ الأوضاعِ في إدلبَ
حذّر قائد عسكري بارز في الجيش الأمريكي من تطوّرات الأوضاع في إدلب وذلك خلال زيارته لنقاط عسكرية أمريكية في سوريا بصحبة مجموعة من الصحفيين الأمريكيين.
وقال الجنرال “كينيث ماكينزي”، والذي يترأس القيادة المركزية الأمريكية، إنّ إدلب من الممكن أنْ تتحوّل إلى “مأساة إنسانية كبرى” نتيجة للحملة العسكرية التي يشنّها نظام الأسد بدعمٍ من قوات الاحتلال الروسي، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”, وترجمه موقع “أورينت نت”.
وأشار إلى أنّ الحملة العسكرية التي تشهدُها المنطقة “ستؤدّي إلى مقتل العديد من الأبرياء”. وقال إنّ إدلب التي تتواجد بها عناصر متطرّفة ولكنّها تضمّ في الوقت ذاته سوريين عاديين لا دخلَ لهم بالتطرّف.
وتأتي زيارة “ماكينزي” إلى سوريا نتيجةً لزيادة وتيرة عمليات مكافحة الإرهاب على حدّ قوله وذلك بعد فترة هدوء طويلة سببُها الأوضاع المتقلّبة على الحدود السورية وما رافقها من عمليات عسكرية تركية.
وقال ماكينزي إنّ إيقاع العمليات العسكرية الامريكية في سوريا عاد كالسابق وذلك بعد حالة الترقّب التي شهدتها القواتُ الأمريكية في سوريا والعراق خوفاً من تصعيد الاحتلال الإيراني المحتمل نتيجةَ تصفيةِ قائد ميليشيا “فيلق القدس” قاسم سليماني.
وبحسب “ماكينزي”، تجري القوات الأمريكية من ثلاث إلى أربع عمليات عسكرية أسبوعياً بالتعاون مع ميليشيا “قسد”، وذلك لاستهداف خلايا تنظيم “داعش”.
وأشار إلى أنّ مهمة الجيش الأمريكي في سوريا تتركّز على محاربة “داعش” ودعم العناصر المحلية (قسد) ولكنّه لم يعطِ جدولاً زمنياً لبقاء هذه القوات.
وتعتبر زيارة “ماكينزي” هي الأولى من نوعِها في سوريا حيث تجوّلَ في عددٍ من النقاط الأمريكية المعزولة هناك بينما ألقى بتصريحات صحفية فيما يُعرف باسم “المنطقة الأمنية الشرقية” حيث تجمّع من 500 إلى 600 عنصر أمريكي برفقته.
والتقى ماكينزي بـ”مظلوم كوباني”، قائد “قسد”، لتنسيق العملِ بين الطرفين. وقال ماكينزي “بصراحة، لا أعلم الفترة التي سنبقى بها هنا.. ليس لديّ تعليمات سوى الاستمرار في العمل مع شريكنا” وذلك لاستهداف تنظيم “داعش” وحماية البنية التحتية النفطية التي تأمل إدارة الرئيس دونالد ترامب بأنّ تساعد في تمويل العمل الأمني المستمر مع “قسد”.
وتعمل القوات الأمريكية حالياً على تحويل “قسد” إلى وحدة أمن داخلي لحفظ أمن المنطقة من عناصر “داعش” في حال ما قامت الولايات المتحدة بالانسحاب الكامل من سوريا.
وكان ترامب قد وعدَ في عدّة مناسبات بإنهاء الحروب الأمريكية والانسحاب العسكري من الشرق الأوسط وأمر بذلك مرّتين بسحب القوات من سوريا قبل أنْ يتراجعَ نتيجة لتعقيدات المنطقة.
وسمح ترامب باستمرار المهمة الأمريكية في سوريا على أساس السيطرة على حقول النفط ومنع تنظيم “داعش” من الاستفادة منها إلا أنّ القادة في البنتاغون يخشون من تغيّر مفاجئ في رأيه.
وتواجه القوات الأمريكية تحدّيات تتمثّل بضغط نظام الأسد مدعوماً بقوات الاحتلال الروسي للتوجه نحو المناطق الخاضعة للنفوذ الأمريكية والتي تسيطر عليها “قسد”.
وعلّق ماكينزي بالقول “مستعدون للتعامل مع هذا الأمر في المستقبل.. حالياً، نركّز على إلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم داعش”.