دبلوماسي فرنسي: في مؤتمرِ بروكسل سيتمُّ كنسُ المسألةِ السوريةِ تحتَ السجّادةِ
قال دبلوماسيٌّ فرنسي لوكالة رويترز إنَّ القضيةَ السورية سيتمُّ كنسُها تحت السجادة وتذهب طيَّ النسيان عندما يحلُّ يوم الثلاثاءِ القادم، في إشارة إلى موعد اجتماعِ الاتحاد الأوروبي مع مانحين في مؤتمر بروكسل الثامنِ حول “مستقبلِ سوريا والمنطقة”.
ولفت الدبلوماسي إلى أنَّ “اللبنانيين سيجدون أنفسَهم وحدَهم في التعامل مع الأزمة” في إشارة إلى ملفِّ اللجوءِ السوري.
كما أشار دبلوماسيون آخرون، إلى أنَّ الاتحادَ الأوروبي سيجتمع مع مانحين لجعل سوريا تظلُّ على جدول الأعمال العالمي، لكن مع تزايدِ العبء الاقتصادي والاجتماعي على الدول المجاورةِ بسبب تدفّقِ اللاجئين، فإنَّ الاتحادَ منقسمٌ وغيرُ قادرٍ على إيجاد حلولٍ للتعامل مع هذه القضية.
وأشارت رويترز إلى أنَّ سوريا تحوّلت إلى أزمة منسيّةّ لا يرغب أحدٌ في إثارتها في ظلِّ الحربِ الدائرة بين إسرائيل وحركةِ حماس وتزايد التوتّر بين إيران والقوى الغربية بشأن أنشطتِها في المنطقة.
كما أنَّ آفاقَ العودة إلى الديار ضئيلةٌ بالنسبة لأكثرَ من خمسة ملايين لاجئ معظمُهم في لبنان وتركيا وملايين آخرين من النازحين داخلياً، مع عدم تحقّقِ أيّ خطوةٍ باتجاه الاستقرار السياسي والأمني، ويتراجع التمويلُ المخصّصُ لدعمهم مع تقليص جهاتٍ مثل برنامج الأغذية العالمي مساعداتِها.
وقال مبعوثٌ أوروبي سابقٌ إلى سوريا “ليس لدينا ما يعزّز الدعوةَ إلى إعادة السوريين إلى وطنِهم لأنَّنا لم نستأنف العلاقاتِ مع نظام الأسد قطّ، ولا توجد مؤشّراتٌ على أنَّ أحداً سيفعل ذلك بالفعل”. وِفقَ رويترز.
وأضاف “حتى لو فعلنا ذلك، فلماذا يقدّمُ نظامُ الأسد إغراءاتٍ للدول التي كانت معاديةً له، وخاصةً استعادةَ الأشخاص الذين عارضوه بأيِّ شكلٍ من الأشكال”.
ومن المقرّرِ أنْ يجتمعَ وزراءُ أوروبيون وعرب ومنظّمات دولية مهمّة في المؤتمر الثامن بشأن سوريا يومَ الاثنين المقبلِ، لكنَّ المؤتمرَ تغيّر عما كان عليه قبل ثماني سنواتٍ، فقد تقلّص مستوى المشاركة، ويتضاءل الاهتمامُ به في ظلِّ تطوّراتِ الوضع الجيوسياسي العالمي وتراجع حدّةِ الصراع.
حتى الدول الخليجية العربية، التي كانت يوماً ما تساهمُ بشكلٍ كبيرٍ، تبدو غيرَ مهتمّة، إذ لم تعد تقدّم تعهّداتٍ معتبرةً، لدرجة أنَّها لم تقدّم شيئاً في 2023، غير أنَّ بعضَها، على عكس شركائها في أوروبا، استأنف التعاملَ مع حكومة نظام الأسد في ضوء التغيّراتِ.