الأردنُ يُقدّمٌ لروسيا مبادرةً مدعومةً دولياً حولَ سوريا

كشفت مصادر إعلامية عن مبادرة طرحتها الأردن على عددٍ من الأطراف الدولية والإقليمية في الملفّ السوري، بشأن محافظة درعا وتهدئة الأوضاع الأمنيّة فيها، وتُجري عمان مباحثات مكثّفة مع روسيا بخصوصها.

ونقلَ موقع “نداء بوست” عن مصادر قولها، إنَّ الاتفاق الأخير الذي توصّلت إليه اللجنةُ المركزية في درعا، مع نظامِ الأسد برعاية روسية، لم ينهِ ملفّ الجنوب، رغمَ الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة بعدَه.

حيث نصَّ الاتفاق على تسليم السلاح الخفيف والمتوسط، وإجراء “تسوية” جديدة لأبناء درعا البلد، وتنفيذ قوات الأسد حملة تفتيش للمنازل والهُويات للتأكّد من هُوية المقيمين في المنطقة، وتهجير رافضي هذه البنود إلى الشمال السوري، مقابلَ رفعِ الحصار عن أحياء المدينة وانسحابِ التعزيزات العسكرية التي وصلت قبلَ أسابيع.

وفي الوقت الذي يتمُّ فيه تنفيذُ الاتفاق وإنشاءُ نقاط أمنيّة داخل درعا البلد، تتجه الأنظار نحو الريف الغربي، حيث هدّدت قوات الأسد عدّة مرّات باقتحام مدينة “طفس” وأشارت إلى أنَّها ستكون الهدفَ القادم.

وذكر الموقع أنَّ الأردن عرضَ على روسيا مبادرة لضبط الأوضاع في عموم محافظة درعا، بعد تأكّدِ المملكة من انتشار ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني على مسافة قريبة جداً من حدودها، رغمَ التعهّدات التي قدّمتها موسكو عام 2018 بإبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود.

موضّحاً أنَّ الأردن يسعى من خلال هذه المبادرة إلى ضمان أمنه القومي، وضبطِ الانتشار الإيراني، وحفظ الاستقرار في درعا بالتنسيق مع روسيا.

بالإضافة إلى الحفاظ على المكاسب الاقتصادية التي حقّقتها عمّان بعد إعادة فتح معبر “جابر – نصيب” والتي تأمل في أنْ تتوسّع مستقبلاً.

وأشار الموقع أنَّ روسيا تحرص من جانبها، على الحفاظ على المكاسب التي حقّقتها بعد اتفاق “التسوية” عام 2018، والتي أدّت لاحقاً إلى فتحِ معبر “نصيب”، وإلى إعادة تفعيل خطّ الغاز العربي الذي يدور الحديث عنه منذ أسابيع، والذي من المؤكّد أنَّه سيعود بالنفع والفائدة على نظام الأسد سياسياً واقتصادياً.

وقالت مصادر الموقع، إنَّ الأردن عرضَ مبادرتَه على الولايات المتحدة ودول الخليج العربي ومصر وإسرائيل وكذلك تركيا، وحظيت بدعمٍ من جميع تلك الدول، باستثناء تل أبيب التي طالبت بأنْ تشملَ المبادرة الجنوب السوري كاملاً -السويداء والقنيطرة أيضاً- بدلاً من اقتصارها على درعا فقط.

وأكدت المصادر أنّ الدول المذكورة أعطت الموافقة المبدئية على المبادرة، فيما تستمرّ النقاشات حول تفاصيل تتمسّك روسيا بها، تتعلّق بالجوانب السياسية والأمنيّة.

مشيراً إلى أنَّ موسكو ترغب في الاستفادة من عمّان في ضبطِ ملفِّ اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، وتحجيم نشاطاتهم المتعلّقة بالمنطقة الجنوبية، وأنْ يكونَ التنسيق الأمني حول درعا معها بالكامل، في حين تخشى من قيام بعض الدول الإقليمية بتقديم الدعم للمجموعات الخارجة عن السيطرة الروسية في درعا.

كذلك تسعى روسيا إلى الحصول على مقابل لقاءَ الموافقة على المبادرة، كإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، وخرق قطيعة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة للنظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى