دكتورٌ جامعيٌّ في جامعةِ تشرينَ.. حرائقُ الساحلِ مفتعلةٌ من قِبلِ جهاتٍ

اعتبر أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين في محافظة اللاذقية، الدكتور رياض قرة فلاح، أنّ الحرائق التي اندلعت فجر أمس في محافظتي اللاذقية وطرطوس “عملية تخريبية كبرى ممنهجة، تهدّد الأمن البيئي والاقتصادي والسياحي والسكني في سوريا”.

وقال قرة فلاح، في منشور على صفحته الرسمية على “فيس بوك”، إنّ 20 حريقاً اندلع ليل وفجر يوم الجمعة في وقتِ الفجر وفي أماكن متفرّقة ومتباعدة وداخلية في الغابة، وبشكل يصعب على رجال الإطفاء السيطرة عليها، وقبل يوم واحد من تحوّل الرياح إلى شرقية جافة، جعلت الرطوبة في المناطق الساحلية تنخفض حتى رقم متدنٍّ جداً يصل حتى دون 25 %.

وأضاف أنّ “هذا يعني أنّ الحرائق قام بها شخص أو مجموعة أشخاص، أو جهة مثقفة تتابع حالات الطقس وتفهم تماماً الأحوال الجويّة التي تساعد فيها الرياح على حدوث أكبر امتداد للحرائق”.

وأوضح أنّ هذه الجهات “تدرك جدياً ماذا تفعل، خاصة وأنّ هذا يحصل للمرّة الثانية خلال شهر، وبنفس الظروف المناخية، والأهمّ من ذلك في أماكن جديدة لم تصلْ إليها الحرائق في المرّة السابقة”.

وأشار قرة فلاح إلى أنّه عندما تندلع الحرائق عند الفجر، يكون الضغط الجوي مرتفعاً، وتكون الرياح في أهدأ أوقاتها وسرعاتها، والأجواء باردة نسبياً بالمقارنة مع النهار، والسرعة الأعلى للرياح تحدث نهاراً وليس ليلاً مع انخفاض الضغط الجوي، مؤكّداً أنّ ذلك “يعني أنّ من افتعل الحرائق كان يعلم بأنّ الرياح ستشتد مع شروق الشمس، وسيصبح الوضع كارثياً خلال فترات الظهيرة مع اشتداد سرعة الرياح الشرقية الجافة”.

وبحسب قرة فلاح، فإنّ الإحصائيات العالمية تقول إنّه من بين كلِّ 100 حريقٍ هناك أربع حرائق فقط يتسبّب بها الطقس، وأبرز أسبابها الصواعق التي تحدث في الشتاء.

وأكّد أنّه “لا يمكن إطلاقاً أنّ نعزو أسباب الحرائق لتوسيع الأراضي الزراعية على حساب الأحراج، أو لغايات التفحيم، أو أيِّ سبب آخر صغير كهذه الأسباب”، مبيّناً أنّ الحرارة المرتفعة والرياح الحارة هي عامل مساعد على اندلاع أوسع للحرائق، وليست المسبّبَ الأول لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى