ديرشبيغل: عائلةُ الأسدِ هي من تقفُ وراءَ أكبرِ شحنةِ مخدراتٍ في العالمِ
كشفت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية عن الجهة التي تقف وراء إرسال شحنة المخدرات الضخمة من سوريا إلى إيطاليا والتي وصفت بالأكبر على العالم، نافيةً المعلومات التي أعلنتها الحكومة الإيطالية.
وأكّدت الصحيفة في تقريرٍ لها تحت عنوان ” أكبر عملية مصادرة للمخدّرات في العالم في إيطاليا”، للصحفي والخبير في شأن الشرق الأوسط “كريستوف رويتر” وقوف عائلة الأسد وراءَ هذه الشحنة فهي التي تمتلك معامل الكبتاغون وتقوم بعمليات التهريب في المنطقة.
وكانت السلطات الإيطالية قالت، يوم الأربعاء الماضي، إنّ تنظيم “داعش” يقف خلفَ أكبر شحنة من الحبوب المخدّرة تمّت مصادرتها حتى اليوم، بعدَ ساعات من ضبطِ الشحنة التي تحتوي على 14 طناً من الحبوب المخدّرة.
وقال الكاتب: “يبدو أفراد وحدة (غارديا دي فينانسا) الإيطالية وكأنّهم من أحد مشاهد مسلسل الإثارة (ناركوس). رجال يفكّكون عجلة مسنّنة من الفولاذ بحجم إنسان، يفتحون بكرات من الورق عرضها بالأمتار، تتدفق منها حبوب المخدرات، تهدر هدراً. تتحرّك الكاميرا وهي تصوّر الغنيمة في عشرات الحاويات المليئة بحبوب الكبتاغون، العلامة التجارية لأكثر أنواع المخدّرات المُصنّعة المنتشرة عالمياً”.
وأضاف: “14 طناً، 84 مليون حبّة تمّ إحصاؤها في النهاية، أكبر حصيلة من الكبتاغون تمّ العثورُ عليها عالمياً. قيمتها بحسب سعر الشارع مليار دولار. نجاحٌ عظيم وكميةٌ هائلة يمكنها أنْ تكفي كامل أوروبا. قال العقيد (دومينيكو نابوليتانو)، قائد العملية ورئيس الشرطة المالية، بفخر يوم الأربعاء: (لا يمكن أنْ تكون هذه الكمية فقط لإيطاليا)”.
وتابع: “فيما يخصّ المُرسل المجهول الذي يقف خلف هذه الشحنة المصادرة من المواد المنشّطة الأكبر في العالم، تمّ الإعلان عن أمر نادر.
وقال المحقّقون في مؤتمر صحفي: “تمّ تصنيعُها في سوريا من قِبل تنظيم داعش بهدف تمويل النشاطات الإرهابية.. هذا الإعلان انتشر في العالم. تنظيم داعش الأسطوري الذي هُزم في شهر آذار/مارس من العام الماضي في آخر معقلٍ له يقفُ خلف الشحنة! و لهذا كانت حبوب الكبتاغون المُصادرة تحمل علامة مؤلفة من هلالين، تماماً كالحبوب التي ظهرت مع مقاتلي داعش.
ومضى الكاتب الألماني بالقول: “في الواقع إنّ تنظيم داعش حاضر دائماً في كلِّ جريمة تحدث, ولكن إنتاج مخدّرات صناعية على هذه النحو لا ينطبق على التنظيم. آخر مقاتلي التنظيم المُبعثرون يتواجدون في الصحراء السورية العراقية، مختبئون، بعيدون عن المدن وبالتأكيد بعيدون عن أيّْ مرفأ بحري”.
وأشار “إنّ المقرّبين من عائلة الأسد هي من يقف خلف إرسال المخدّرات, في قرية (البصة) في اللاذقية حيث يُدير (سامر كمال الأسد) وهو ابن عم راس النظام بشار الأسد معملاً للكبتاغون من بين عدّة معامل تديرها العائلة، يتمّ تأمينُ تمويه للشركة على أنّها شركة لتصنيع مواد التغليف”.
وأوضح أنّ “عمليات النقل تمّ تنظيمُها عبْرَ رجل أعمال يُدعى (عبد اللطيف حميدة)، الذي افتتح في حلب قبل عدّة أسابيع معملاً لإنتاج بكرات الورق عنوان نظيف، فهو غيرُ مدرج على لوائح الاتحاد الأوربي ولا الولايات المتحدة الأمريكية. هذه البكرات هي تماماً التي تستخدم في إخفاء حبوب الكبتاغون وهناك يتمُّ تصنيعُها”.
ولفت إلى أنّه “ومن أجل عملية النقل تمّ استئجارُ ثلاث حاويات من شركة بحرية إيطالية تدعى تاروس، تُخدّم عدّة موانئ في البحر المتوسط.
فميناء اللاذقية يقع حتى اليوم تحت سيطرة عائلة الأسد، التي يقع مسقط رأسها بالقرب منه. في الخريف الماضي تمّ تأجير الميناء لإيران، التي قام حليفها حزب الله اللبناني بتقديم مساعدة في عمليات إنتاج المخدّرات في سوريا باستخدام خبرته في التصنيع والتزوّد بالمكوّنات الكيميائية اللازمة للتصنيع”.
وأكّد الكاتب على أنّه “لا يمكن أنْ يخفى وجود عصابة سورية للمخدّرات تديرها عائلة الأسد على السلطات الإيطالية، و لكن لماذا قاموا باتهام تنظيم داعش، هناك شكٌّ بأنّ الحكومة الإيطالية الحالية التي تستورد الفوسفات من سوريا ولا تريد تعكير العلاقات مع دمشق، حتى أنّ الحكومة التي سبقتها دعت رئيس أجهزة الأمن السورية اللواء علي مملوك بطائرة خاصة لاجتماع حكومي”.