ذراعُ “ماهر الأسد” يطلقُ إنترنت «VPN» يتجاوزُ السرعةَ والبرامجَ المحظورةَ في مناطقِ النظامِ ويتراجعُ عن إعلانهِ بعدَ ساعاتٍ (صور)
أطلقت شركةُ “إيماتيل” العاملة في مناطقِ نظام الأسد بطاقات إنترنت من نوع «VIP»، كما قامت بطرحِها للبيع في صالاتها ضمنَ المحافظات السورية، ولكن بعد أشهرٍ من تحديد سرعة الإنترنت في مناطق النظام وبطئها الشديد، بالإضافة إلى حظر بعضِ برامجَ التواصلِ مثل “ماسنجر” و”واتساب” و”لعبة ببجي”.
وجاء الإعلانُ صريحاً يتحدّث عن هذه الخدمات المحظورة وكتب فيه: “بتعاني من النت البطيء، وما عمّ تقدر تفتح التطبيقات يلي بتحبها وتلعب ألعابك المفضلة؟، الحلُّ مع إيماتيل ببطاقة VPN”.
حيث لقي الإعلانُ الذي نُشِرَ على صفحة الشركة الرسمية أكثرَ من ألفِ تعليقٍ، وكلُّها ساخرةٌ وتتحدث عن الطريقة التي تمّ من خلالها تمرير هذه البطاقات، بعد التضييق على السوقِ واضطرار الناس لشرائها.
كما أثار الإعلانُ سخطاً شعبياً كبيراً بين الموالين لنظام الأسد، وخاصةً بعد أن شهد الإنترنت في الفترة الماضية بطءاً شديداً، ما دفع كثيرين إلى التأكيد على أنّ هذا البطءَ أو حتى الحجب الذي فُرِضَ على تطبيق “واتس أب” أو “الماسنجر” كان متعمّداً خدمةً لشركةِ “إيماتيل”.
وجاءت التعليقاتُ على سبيل المثال، حيث قال أحدهم: “نحنا منخلق المشكلةَ ونحنا منخلق الحلَّ، إذا عُرِفَ السببُ بَطُلَ العجبُ، الطريقةُ الأسهلُ لرفع أجور الاتصالات”.
ونتيجة لكلِّ ذلك، سرعان ما سحبت شركة “إيماتيل” إعلانَها بخصوصِ بطاقاتِ “VPN” وتراجعت عنه، مبرّرةً ذلك أنّها كانت ترغب في تقديم تلك الخدمة لزبائنها المميزيّن، وإنّهم كانوا يقصدون بتلك الشرائحِ، أنّهم تعاقدوا مع شركة خارجية، تملك “VPN” مدفوع، وسيقومون بتقديمه لزبائنهم مجاناً.
الأمرُ الذي يشير إلى أنّ شركة “إيماتيل” لم تفهم القانونَ في سوريا جيداً، وكانت فكرتُها دعائية فقط، أم أنّها لا تعترفُ بالقانون أصلاً بسبب سلطةِ مالكيها الواسعةِ في البلاد.
ووفقاً لمواقع موالية فإنّ شرائح الـ “VPN” ممنوعةٌ في سوريا، وكذلك فإنّ “إيماتيل” هي شركة لبيع أجهزة الخليوي فقط، وبالتالي فإنّهم ليسوا مزوّدي خدمة، بالإضافة إلى أنّ أي شركة ترغب في تزويد خدمة الإنترنت يجب أن تكون قد حصلت على ترخيصٍ من الهيئة الناظمةِ للاتصالات.
الجدير بالذكر أنّ شركة “إيماتيل” هي مملوكة للمدعو “خضر علي الطاهر” والذي يلقب بـ “أبو علي الغوار”، وهو الذراع الاقتصادي للعميد “ماهر الأسد” شقيقِ رأس النظام “بشار الأسد”، كما أنّه يعمل تحت إمرتِه، وكان قد أسس شركة الاتصالات الجديدة “إيماتيل”، والتي غزت صالاتُها العاصمة السورية دمشق.
كما يعتبر “الطاهر” أحدَ تجار المعابر بين مناطق نظام الأسد والمناطق المحرّرة، والذي كان قد جمع ثروته خلال سنوات الحرب من خلال استغلال الشاحنات والسيارات التي كانت تمرُّ بين تلك المناطق، مقابلَ ضرائبَ هائلةٍ على كلّ سيارةٍ.