رأسُ الأفعى … ومهندسُ مشروعِ ميليشياتِ قسدٍ… أميركا تعيّنُ ماكغورك مستشارَ الشرقِ الأوسطِ… المناوئَ لتركيا…!!
مع اقترابِ انتهاءِ حقبةِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن.
تتّجه الأنظارُ إلى السياسة الأمريكية وتأثيراتها في منطقة الشرق الأوسط وتأثيراتها، خاصة وأنَّ المنطقة تعتبر من أخطر المناطق حالياً كونها تعجّ بالعديد من القضايا والأزمات وكثرةِ اللاعبين الدوليين فيها، عقبَ اقتراب انتهاء ولاية حكم الرئيس ترامب وتسليم السلطة لجو بايدن.
وتعتبر تركيا من الدول المؤثّرة، التي تتوجّه الأنظارُ إلى طريقة تعامل إدارة بايدن معها في ظلِّ تعييناتٍ لأشخاصٍ مناوئين للسياسية التركية وأبرزُهم بريت ماكغورك الذي عيّنه الرئيس الأمريكي المنتخَب مستشاراً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليعودَ مجدّداً بعد استقالته في 2018.
بدأت التحليلاتُ حول أراء الأتراك، وفي ظلِّ عدم وجود تصريحٍ رسمي من قِبل المسؤولين الأتراك حول عودة
ماكغورك إلى الشرق، إلا أنّ الصحف التركية تناولت تعيينه واعتبرت أنّه “كان سببَ كلِّ المشاكل”.
من جانبها الصحفُ التركية شنّت حملة على تعيين ماكغورك، وقالت صحيفة TRT إنّ تعيين ماكغورك هو “علامة على نوع خارطة الطريق التي سيتّبعها الرئيس الجديد للولايات المتحدة بايدن في المنطقة”، واصفةً إياه بأنّه “المهندس الرئيسي للمشاكل الطائفية والعرقية في المنطقة”.
وأشارت الصحيفة أنّه أحدُ “أكبر مؤيدي الإرهابيين في المنطقة” بالإشارة إلى ميليشيا قسد “وحزب العمال الكردستاني”، معتبرةً أنّه “أحياناً كان يأكل العشاءَ معهم على نفس المائدة، وأحياناً أخرى كان يحصل على درعِ تكريم من أيديهم”.
وأكّدت الصحيفة إلى أنَّ “ماكغورك كان لاعباً رئيسياً في تآكل نفوذ الولايات المتحدة مع حلفائها واندلاع الإرهاب الذي لم يشهدْه العالم الحديث من قبلُ، ويبدو الآن أنّه عاد لإنهاء المهمّةِ، وهي تقسيم العراق وسوريا وضمان إقامة دولة كردية في شمال سوريا”.
ونوّهت الصحيفة الى أنَّ ماكغورك سيبذل قصارى جهدِه لإخراج تركيا من المنطقة، وتركيا لن تتفاجأ أو تستغرب إذا زادت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في المنطقة، لأنَّ ماكغورك شخص يعرف العراق وسوريا جيداً، مشيرةً إلى أنّه لم يقلْ كلمة واحدة سيّئة تجاه نظام أسد أو إجرام روسيا في سوريا.
وتحت عنوان “هل تعود الولايات المتحدة إلى دعم مشروعِ حزب العمال الكردستاني في سوريا؟ وما رأي أنقرة في هذا؟ نشرت صحيفة HABER7، مقالاً قالت فيه “إنَّ عودة بريت ماكغورك مؤشّرٌ سيّئٌ على آلية سير العلاقات التركية الأمريكية في المستقبل”، وهو الاسم الذي عارضته أنقرة بوضوح، لسياسته التي تدعم قسد.
الصحيفة وصفتْ ماكغورك بأنّه “مهندس مشروع قيام حزب العمال الكردستاني في العراق/ ميليشيا قسد في سوريا”.
وبحسب المقال وما نقله عن مسؤول رفيع المستوى في أنقرة، فإنّه “بغضِّ النظر عمن سيأتي، فإنَّ موقفَ تركيا وحساسياتها تجاه ذلك واضحة، وأنَّ سوريا خلال فترة وجوده شهدت فترة دامية”.
وتساءل مسؤول آخر في ذات المقال، حول ما إذا كان الوضع في شمال سوريا سيتصاعد مرَّة أخرى مع عودة ماكغورك بأنَّ “الولايات المتحدة ستحافظ على الوضع الراهن كما هو، لأنّ أمريكا إذا حاولت إيذاء تركيا سيؤدّي ذلك إلى مشاكلَ أكبرَ في الوسط”.
من جانبها صحيفة “يني شفق” التركية في وقت سابق وصفتْ ماكغورك بـ “رأس الأفعى”، والتي اعتبرت أنَّ “مهمته هي محاربةُ داعش بالمنطقة لكن مضمونها لتعميق سياسة عدم الاستقرار، وتركُ بذور الفساد في المنطقة من خلال دعمِ حزب العمال الكردستاني في العراق وقسد في سوريا لإقامة دولة انفصالية”.
بريت ماكغورك محامٍ ودبلوماسي أميركي معروف بتاريخه الحافل ودورهِ الكبير في الشرق الأوسط في كلٍّ من سوريا والعراق وطهران، وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإنّ مهمته في محاربة داعش، التي استمرت لمدًّةِ 14 شهراً، إضافةً إلى العديد من المهمات الأخرى التي قادها عزّزت من سمعته كشخص قادرٍ على تنفيذ المهام الصعبة.