رئيسُ جهازِ الموسادِ الإسرائيلي الأسبق يدلي بتصريحاتٍ مثيرةٍ عن السلامِ…

صرّح رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق، شبتاي شافيت، في مقابلة نشرها موقع زمن إسرائيل، بتصريحات مثيرة حول السلام مع الفلسطينيين، والصراع في المنطقة كلّها.

حيث أنّه يتوقّع أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيجد سلّماً للنزول عن شجرة مخطط ضمّ مناطق في الضفة الغربية، وربّما سيكون هذا السلم على شكل اتهام شريكه في الحكومة، بيني غانتس، بإفشال تنفيذ المخطّط.

قال شافيت، إنّه “لن يكون هناك ضمّاً”، وأنّ مخطط الضم “ليس على رأس سلم أولوياته، والأمر الأول في سلم أفضلياته هو كيف يرجئ ويغلق محاكمته”. وأضاف أنّه بعد أن كشف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن “صفقة القرن” رأى نتنياهو بها “أداة عمل، من أجل مصلحة بيبي وليس من أجل مصلحة دولة إسرائيل”.

وأضاف أنّ “وضعنا الدولي، ما عدا في الولايات المتحدة، من أسوأ الأوضاع التي واجهناها طوال عشرات السنين. وستجري انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل، وبالاعتماد على الاستطلاعات، فإنّ جو بايدن هو الرئيس القادم، وقد أبلغ بايدن بيبي بأنّه لا يوجد أي ضم بالنسبة له، وبيبي يعي كلّ هذا، وفي تقديري هو يبحث عن سلم للنزول عن الشجرة، ويبحث عن أحد كي يتّهمه، وسيجد الطريق لاتهام غانتس”.

واستبعد شافيت أنْ ينّفذ نتنياهو مخطط الضم: “لقد حرّك فكرة الضمّ، وفي تلك النقطة الزمنية اعتقد أنّ هذا ملائم، لكنْ منذ أنّ طرح ذلك مرّ وقت طويل، وحدثت تحولات، مثل كورونا والوضع الاقتصادي. وبالإمكان قول أمور كثيرة عن بيبي، لكنّه ليس غبياً، وهو يعرف كيف يقيّم الوضع ليس أقل من غيره. والوضع السياسي هش، والحكومة قد تسقط في أي يوم. والاقتصاد في أزمة لا اذكر مثيلاً لها. والوباء لم ينته، ويقولون إنّنا في بداية موجة جديدة”.

وقال إنّ “كلّ قراراته تتعلّق بمحاكمته، بما في ذلك مواجهته لوباء كورونا، لأنّه يبحث عن سلم للنزول من الشجرة، وعن شخص يلومه، مع العلم أنّ وضعنا الدولي اليوم واحد من أسوأ ما كان عليه منذ عقود، ولا أعتقد أنّ السياسة الصحيحة تجاه الإيرانيين هي تهديدهم، لأنّه عندما تقوم بالتهديد، يجب أنْ تكون قادراً على تنفيذه”.
وحول السلام الفلسطيني الإسرائيلي، قال شافيت إنّ “السؤال الموجّه عادة بصيغة أنّه لو لم يُغتال رابين، هل كانت عملية السلام مع الفلسطينيين ستنتهي بشكل مختلف، هذا سؤال افتراضي، لكنْ يمكنني تقدير أنّه لو كان رابين على قيد الحياة، لاستمرت عملية السلام معهم، يستند هذا التقييم لحقيقة أنّه في ولايته الثانية نضجت لديه الفرضية القائلة بأنّ الفرصة الوحيدة لتغيير الوضع بشكل أساسي هو السلام مع الفلسطينيين”.

وأشار إلى أنّ “رابين استند إلى أنّ إسرائيل قوية جداً: عسكرياً واقتصادياً ودولياً، ويمكنها تحمّل المخاطر، لذلك يجب علينا أنْ نفعل كلَّ شيء ممكن، بما في ذلك الاستعداد لتقديم تنازلات، للوصول للسلام الذي سيكون حقاً تغييراً استراتيجياً، مع أنّ رابين تمّ استدراجه لاتفاق أوسلو، هو شخصياً لم يقد هذا المسار، بل وجد نفسه مغشوشاً؛ كانت الحقائق مخفية عنه؛ لم يتلقَ تقارير حقيقية من بيريس ورجاله”.

وأكّد أنّ “رابين لم يكن لديه ذلك الحب الحقيقي لاتفاق أوسلو، لكنّه تركه يستمر، أما حين توصّل لاتفاق مع الأردن، فقد استحق عليه جائزة نوبل، في حين أنّه لم يواصل المفاوضات مع سوريا، لأنّ حافظ الأسد لم يكن مستعدّاً لتقديم تنازلات للتوصّل لصيغة يمكن الاعتماد عليها لمسودة اتفاق، رغم أنّ رابين اعتقد أنّه إذا لم تخاطر، فلن تكون لديك فرصة الوصول لأيّ مكان، لقد كان على استعداد لتحمّل المخاطر”.

وأوضح أنّه “في حال استمرت عملية السلام مع سوريا، لكان تاريخ سوريا كله مختلفاً، وليس فقط العلاقات الإسرائيلية السورية، مع أنّ رابين أرسلني للملك المغربي الحسن الثاني، لأطلب منه التحقّق من طبيعة التنازلات التي رغب الأسد بتقديمها”.

وعند الحديث عن مستقبل العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، ذكر شافيت أنّ “الشعب الإيراني ليس أمة متجانسة، فإلى جانب الأغلبية الفارسية، هناك 35 مجموعة عرقية مختلفة، ما يوحّدهم الإسلام الشيعي، حتى أنّ الزعيم الروحي خامنئي من أصل أذربيجاني، وليس فارسياً، وهذا يعني شيئاً مهمّاً عن القدرة على السيطرة على بلد مساحته أكبر من أوروبا الغربية، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 80 مليون نسمة”.

وأوضح أنّه “عندما أتطلّع للمستقبل، لا أستبعد حدوث تطورين: أحدهما تغيير النظام من الأسفل من المواطنين، المعارضة، واستياء الشعب، فيثور، ويؤدّي لتغيير الحكومة، لكنّها فرصة ضئيلة، وهناك فرصة أكبر بأنْ يغيّر الحرس الثوري معادلة القوى في طهران، وهذا احتمال قائم، وعواقب هذا الخبر السار أنّ إسرائيل ستتعامل مع أناس براغماتيين عقلانيين، لكن الخبر السيّئ أنّ القوة قد تأتي لعقولهم، وتقودهم لقرارات غير سارة”.

وختم بالقول إنّه على الصعيد اللبناني فإنّ “استراتيجية الردع تنطبق على حزب الله، لا يجب أنْ نبدأ معه، ولكن يجب أنْ نضمن أنّ لدينا القدرة، حتى إذا بدأ الحزب بإطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، فسندخل لبنان، على الأقل في الجنوب، ونحوله إلى حقل حراثة، يجب أنْ تكون هذه إستراتيجيتنا، أولاً وقبل كلّ شيء، التحذير، وإن لم ينجحْ الردع، فينبغي التصرف بدون رحمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى