رامي مخلوف يتحدّى رأسَ نظامِ الأسدِ: لن أغادرَ منزلي واقفاً

وجّه “رامي مخلوف” رسالةً مباشرة إلى ابن عمته، رأسِ نظام الأسد، وذلك في منشور على “فيسبوك” حملَ عنواناً, “من خادمِ العبادِ إلى رئيس البلادِ” تحدّى فيه رأسَ النظام بشكل مباشرٍ، وقال إنّه “لن يغادر َمنزله واقفاً”.

وذكّر مخلوف في منشوره، بأنّه وقفَ إلى جانب نظام الأسد عندما بدأت الحرب، “في إشارة إلى بدءِ الثورة السورية عام 2011″، وقال, “قدّمنا أغلى ما نملك للحفاظ على الوطن واستمرار خدمةِ المواطن فيه من خلال تأمين كلّ الحاجيات الضرورية والخدمات الأساسية وحافظنا على الشركات التجارية والمنشآت الصناعية والعاملين فيها، ولم نسمحْ أنْ تنقطعَ البلد من المواد الأساسية حتى في أقصى ظروفِ الحرب والحصار”, حسب زعمه.

وأضاف أنّه جرى استبدالُه والتجار والصناعيين بـ”بضعة أشخاص سميناهم أثرياء الحرب مدعومين بغطاء أمنيّ مرعبٍ أمستْ اليد الضاربة لهؤلاء”، معتبراً أنَّ بقاءه في ظلِّ هذه الظروف كان تحدّياً قبِلَ به وهو يعلم عواقبه، حسب تعبيرِه.

وقال مخلوف متوجّهاً إلى راس نظام الأسد, “أثناء العمليات التخريبية أوصلنا إليكم عدّة رسائل نحذّر فيها من عواقبِ هذه الإجراءات وأنّ الاستمرار فيها يرعب الجميع ويفقد الثقةَ في البلاد وبالتالي يدمّر الاقتصاد, فلم نجدْ أيّ إجابة بل زادت الضغوط علينا بشكل كبيرٍ وبدأت الانعكاسات على الاقتصاد تظهر بتوقّف آلاف الشركات إضافة إلى إفلاسات بالجملة”.

وتابع مخلوف أنّ “رغمَ كلّ ما حصل ما زال أثرياء الحرب يساوموننا على ما تبقّى من أملاكنا وبالأخصّ الوقف الخيري فآخر رسالة لهم مفادُها, إما الرضوخ لطلباتهم أو استصدارُ قرارات قضائية بحقّنا بالاستيلاء على ما تبقّى من الأملاك ولن يتركوا لنا حتى منزلٍ نتآوى فيه”.

وقال, “في أصعب فتراتِ الحرب كان منزلي والمناطق المحيطة حوله مليئة بالمسلحين ولم نخفْ ولم نغادرْ لأنّنا كنا على يقين بأنّنا على حقّ وأقول اليوم نفس عبارتي أنّني ما زلت سائر على طريق الحقّ ولن أتراجع عنه وأنّني موجود في منزلي ولن أغادرَه واقفاً”.

وأضاف “سيد البلاد إنّ التجاوزات القانونية والدستورية المتبعة من قِبل أثرياء الحرب بمواجهتنا والمغطاة بغطاءٍ أمني واضح وفاضح أصبحت غيرَ مقبولة وقد أرسلنا بشكلٍ تفصيلي كلّ تجاوزاتهم مدعّمة بالوثائق المطلوبة وسنرسل نسخة أخرى أيضاً, لقد حان الوقتُ لوضعِ حدٍّ لتصرفات أثرياء الحرب ووقفِ ممارساتهم وأساليبهم القهرية والاحتيالية وإحقاق الحقِّ وإعادتِه إلى أصحابه”.

وسبق أنْ كشف “مخلوف” عن تعرّض منزله للمراقبة، وذلك في إطار إعادة روايته لمراحل الصراع مع رأس نظام الأسد، وفقاً للرسالة الموجّهة إليه يبدو فيها مستجدياً النظامَ بعد ما قال إنّه تعرض للسرقة، لا سيّما مع إبقاء صفةِ المجهول على متّخذِ الإجراءات بحقّه متهماً بذلك من وصفهم “البعض”، من أجل مصالح “الغير”، وفقَ نصِّ الرسالة.

وبحسب مضمون الرسالة فإنّ “مخلوف” بدى مستجدياً رأسَ نظام الأسد لإعادة شركاته التي استحوذ عليها خلال الصراع الأخير بين الطرفين، متّهماً جهةً لم يشرْ إليها في خطابه الموجّه بأنّها تقوم مع شركاء لها بما وصفه بـ “خرق القانون”، حسب وصفه.

ولم تخلُ رسالة “رامي مخلوف” الموجّهة إلى رأس نظام الأسد من العبارات المبهمةِ التي قد تفسّر على غموضِها بأنّها تهديداتٌ مضمّنة إذ قال “مخلوف” في ختامِ الرسالة إنّ القضية تحوّلت إلى قضية رأيّ عامٍ، لا سيما مع دوره الإعلامي في القدرة على تأليب الرأي وحاضنةِ النظام.

هذا وسبق أنْ تحدّث “مخلوف”، عمّا وصفها بأنّها أكبرُ عملية نصبٍ في الشرق الأوسط “بغطاءٍ أمني”، لصالح أثرياء الحرب، كما اشتكى تعرّضه للظلم، وأشارَ حينها، إلى إرساله عدّةَ كتبٍ لحكومة نظام الأسد دون جواب، معلناً عن إرسال كتاب إلى رئيس ما يُسمى بـ “مجلس القضاء الأعلى”، طالباً منه معالجةَ الموضوع وإعادةَ الحقوق لهؤلاء الفقراء الذين لم يتبقَّ لهم إلا هذه المؤسسةُ ومشاريعُها لرعايتهم، حسب وصفه.

يُشار إلى أنّ نظام الأسد سبقَ أنّ أصدر عدّة قرارات عبْرَ وزاراته تقضي بالحجز الاحتياطي على أموال وشركات “رامي مخلوف”، وأثارتْ تداعيات القرارات جدلاً واسعاً مع تصاعدِ التهديدات في خضّمِ الصراع المحتدم الذي سبق أنْ وصل لمرحلة غيرِ متوقّعة من التصعيد الإعلامي المتبادل بين الطرفين، فيما مضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى