رسائلُ أمريكيّةٌ قاسيّةٌ لنظامِ الأسدِ وروسيا تتعلّقُ بـ “إدلبَ” و”اللجنةِ الدستوريّةِ” و”انتخاباتِ 2021″
وجّه المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا “جويل ريبورن” رسائلَ قاسيّةً لروسيا ونظام الأسد، مؤكّداً على أنّ بلاده ستقفُ إلى جانب تركيا إزاء أيِّ تصعيد عسكري لقوات الأسد وحلفائها (روسيا وإيران) في إدلبَ.
وفيما يتعلّق بالشقِّ السياسي، أكّد “ريبورن” أنَّ لا مهربَ لنظام الأسد من العملية السياسية، مشيراُ إلى أنَّ المجتمع الدولي متفقٌ على ضرورة استمرار الضغط على نظام الأسد سياسياً واقتصادياً وأنَّ علاقات التطبيع معه لن تمرَّ دون تطبيق القرار 2254، والذي تُشكّل اللجنةُ الدستورية جزءاُ أساسياً منه.
ووجّه بهذا الخصوص رسالةً إلى روسيا طالبَها بالضغط الجدّي على نظام الأسد للانخراطِ بإيجابية في اللجنة الدستورية السورية ومنعِه من إضاعة المزيد من الوقت، قائلاً: “من الواضح أنّه لا يوجد التزامٌ كافٍ من روسيا للضغط على النظام ودفعه للمشاركة بإيجابية بأعمال اللجنة الدستورية”.
واستبعد “ريبورن” أنْ تتغيّر السياسة الأمريكية الحالية تجاه سوريا، مؤكّداً أنّه على مدى السنوات السابقة حظيتْ السياسة الأمريكية تجاه سوريا بإجماع واسع في واشنطن.
كما أكّد “ريبورن” أنّ أيَّ انتخابات يعتزم نظام الأسد إجراءَها، ولا سيما الانتخابات الرئاسية المزمعة في عام 2021، لن تتمتّعَ بأيّ شرعية طالما يتمُّ إجراؤها خارج نطاق القرار الأممي 2254.
واعتبر “ريبورن” أنّ تلك الانتخابات مضيَعةٌ للوقت ولاسيما أنّ المجتمع الدولي لن يعترفَ بها، وقال إنّ “الانتخابات الوحيدة التي ستحظى بالشرعية هي الانتخابات التي ستتمُّ تحت إشراف الأمم المتحدة و وفقاً للقرار الأممي 2254”.
وفيما يخصُّ ملفَّ إدلبَ، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، إنّ الولايات المتحدة تدعم مئة بالمئة ما تقوم به تركيا لإرساء اتفاق وقفِ إطلاق النار في المنطقة ولاسيما أنّها تضمُ أكثرَ من 3 ملايين شخصٍ.
وأضاف أنَّ الإدارة الأمريكية ستستمرُّ في استخدام نفوذها وحشدِ الموقف الدولي لمنعِ نظام الأسد من شنِّ المزيد من الهجمات ضدَّ المنطقة، كما حثَّ نظام الأسد وروسيا على تنفيذ التزاماتهما المنصوص عليها باتفاق المصالحة في الجنوب السوري عام 2018.
وأكّدَ أنّ النظام أخلَّ باتفاقات المصالحة التي أبرمها برعاية روسية في الجنوب السوري مراراً، وقام باعتقال الناس هناك، فضلاً عن تسجيل العديدِ من الاغتيالات يُعتقد وقوفُ الأسد وراءها، وهو مؤشّر أنّ النظام ليس مهتمٌّ بتوطيد الاستقرار بل يعمل على الانتقام من المعارضة رغم تلك الاتفاقيات.
وحذّر المبعوث الأمريكي الجديد من أنّ سوريا ستبقى بعيدة عن الاستقرار في حال استمرار نظام الأسد بالعقلية الأمنية الحالية، داعياً حكومةَ نظام الأسد إلى تغيير أسلوبها في التعامل مع المدنيين ووقفِ الانتهاكات بحقّهم إذا كانت حقاً مهتمّةً بعودة اللاجئينَ.