رغمَ الأدلّةِ.. بوتينُ ينفي صلتَهُ بمرتزقةِ “فاغنر” المنتشرةِ في سوريا ودولٍ أخرى تشهدُ حروباً
رغم الدلائل والتحقيقات التي أثبتت علاقة غير مباشرة تربط رئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين” بمرتزقة شركة “فاغنر” المنتشرة في مختلف الدول التي تشهد توترات أمنية، إلا أنّ بوتين نفى أيَّ علاقة تربط هؤلاء بالدولة الروسية، زاعماً كذلك أنّ الدولة لا تمولّهم.
وكانت وكالات دولية أوردت عدّة تقارير عن مشاركة متعاقدين عسكريين روس سرّاً في دعم قوات الاحتلال الروسي في كلِّ من سوريا وليبيا وأوكرانيا وعدّفة دول أخرى، وتقوم بتشغيل المتعاقدين شركة خاصة معروفة باسم “فاغنر” معظم أفرادها من الجنود السابقين.
وأصبح “الفاغنر” اسماً يتردّد كثيراً في ساحات التوتّر الأمني في أوكرانيا وسوريا والسودان وليبيا وغيرها، وهي جماعة منظّمة روسية شبه عسكرية بلغ عددها أكثر من 1500 عنصر.
وتفيد التقارير أنّ حكومة الاحتلال الروسي تستخدمها لحماية أنظمة في الدول التي تشهد توتّراً مقابل مكاسب تحصل عليها من الموارد الطبيعية من هذه البلدان, ويترأّس هذه الشركة الأمنية بحسب التقارير “يفيغني بريغوجين” وهو مقرّب من “بوتين”، حتى أنّ البعض يطلق عليه لقب “طبّاخ بوتين”.
وأفاد تقرير لمحطة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، بأنّ الاحتلال الروسي بدأ بزيادة نفوذه في جمهورية أفريقيا الوسطى كجزء من حملة أوسع تهدف لتعزيز تواجده في القارة السمراء.
وقالت المحطة إنّ تحقيقاً أجرته، واستمر لعدّة أشهر، أظهر أنّ حملة الاحتلال الروسي في أفريقيا الوسطى تتم برعاية رجل الأعمال الروسي “يفغيني بريغوزين” المقرب جداً من الكرملين والمعروف باسم “طباخ بوتين”.
وتتحدث تقارير أن “بريغوزين” هو المموّل لمرتزقة “فاغنر” وهي شركة عسكرية خاصة، تتولّى تدريب وتمويل مجموعة من المرتزقة الروس ينشطون في سوريا وشرق أوكرانيا وليبيا والسودان، ويستبعد محلّلون تواجد “فاغنر” في أيِّ بلد من دون أن تكون هناك موافقة من قبل رئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين”.
وكشفت مصادر روسية من المتعاقدين العسكريين للقتال كمرتزقة في الخارج لوكالة “رويترز”، معلومات عن مستشفى في مدينة سان بطرسبرج الروسية، يديره ويشارك في ملكيته أشخاص تربطهم صلات بـ”بوتين”، يقدّم علاجاً طبياً لمرتزقة روس أصيبوا في الخارج.
ويكشف العلاج الطبي للمتعاقدين العسكريين الذين أصيبوا في معارك في الخارج، في مواقع من بينها ليبيا وسوريا، والذي لم يٌنشر عنه شيء في السابق، أنّ المقاتلين تلقّوا دعماً غير مباشر من النخبة الروسية، حتى على الرغم من أنّ الكرملين ينفي أنّهم يقاتلون في الخارج لحسابه.
ونشرت صحيفة التايمز تقريراً كتبه “روجر بويز”، عن جيش المرتزقة الروس الذي يجوب العالم وعلاقته بالرئيس “بوتين” شخصياً، ويقول “روجر” إنّ جماعة “فاغنر” هو اسم جيش المرتزقة الروس الذي تواصل مع نظام الأسد في عام 2013 لمساعدته في استرجاع المنشآت النفطية التي سيطر عليها تنظيم “داعش”، ولأنّ موسكو لم تكن قد تدخّلت رسمياً في سوريا كان على الجماعة أن تنشئ فرعاً لها في هونغ كونغ لتتولّى المهمة في سوريا. وقد تدخّل المرتزقة الروس ولكنّهم فشلوا في المهمة.