رغمَ الوليمةِ الباذخةِ.. العشائرُ لا “تُبايعُ” الأسدً
أقام شيخ قبيلة الجبور نواف عبدالعزيز المسلط، في قصر والده عبدالعزيز المسلط، في بلدة تل براك بمحافظة الحسكة، وليمة لزعماء العشائر السورية, بتكلفة وصلت لـ 80 مليون ليرة سورية “حوالي 125 ألف دولار”.
وأفادت صحيفة “المدن” بأنّ الوليمة أقيمت بحماية من ميليشيا “قسد” وذبحت فيها عشرات الإبل والخرفان، لما يقارب 3 آلاف ضيف، من وجهاء الجبور والبونجاد والهيب، وسط غياب لافت لوجهاء عشائر ديرالزور كالعقيدات والبقارة، رغم تلقيهم الدعوة للحضور.
وأضافت “المدن” أنّ رفض تلك العشائر للدعوة، بعدما تعرّضت للدمار والتشرد من قبل نظام الأسد، معتبرة تلك الدعوة بمثابة مبايعة لرأس نظام الأسد، وإعادة تأهيله وتلميع صورته.
وبحسب “المدن” اقتصر الحضور على أبناء الحسكة والقرى المجاورة لها، وذلك وسط تحشيد كبير لعناصر حفظ الأمن من قبل “قسد”، وانتشار حواجزها في الطرق، وتفتيش المدعوين.
وانتشرت عناصر تابعة لأفرع نظام الأسد الأمنية بين المدعوين، بلباس مدني، لرصد الأوضاع، والاستماع إلى الخطابات، وإعداد تقارير أمنية عن الوليمة, وتمّ إدخال كلِّ وفد إلى خيمة معيّنة، وكان الشيخ نواف متواجداً داخل القصر مع عدد من وجهاء المنطقة.
وقامت مجموعة من أبناء قبيلة الجبور برفع علم نظام الأسد على إحدى الخيم، الأمر الذي أغضب “قسد”، وقامت بإنزاله، فحدثت مشادّة كلامية، ما استدعى عبدالعزيز المسلط بإرسال مبعوث لتهدئة الأمور، وأُنزل العلم على إثرها.
وألقى الشيخ المسلط كلمته عبر مكبر الصوت قائلاً “يسعدني حضوركم للدعوة التي أقمتها بغية توطيد صلات التلاحم بين أبناء الجزيرة بكافة أطيافهم التي تعبّر عن فسيفساء الوطن، من عرب وأكراد وسريان وإيزيدين، وما يربطنا هو حبّ الوطن وعزته”.
وادّعى “المسلط” أنّ سوريا ” تمرّ اليوم بمنعطف خطير، إذْ أنّها تعرّضت للمؤامرة من كافه الطامعين بها، بهدف تقسيمها، وتشتيت أبنائها، إلا أنّ المتآمرين فشلوا فشلاً ذريعاً”، داعياً جميعَ أبناء الحسكة والجزيرة السورية، إلى الوقوف صفاً واحداً “لمواجهة الإرهاب والتصدّي للغزو الخارجي”, حسب زعمه
وزعم “المسلط” أنّ سوريا قادرة على النهوض بعد تسع سنوات من الحرب، من جديد، “بهمّة أبنائها والتسامح في ما بينهم”، مدّعياً أنّ دم الأكراد امتزج بدم العرب، وهم يشكلّون جزءاً من النسيج السوري، و”لن يقبلوا بخروجهم عن سوريا بسبب بعض الشخصيات الخارجية التي أرادت أنْ تغرّدَ على وتر الانفصال، لكنّ الأكراد رفضوها، وهم الآن يعيدون علاقتهم مع السوريين، ويثبتون حبهم للوطن، بتواصلهم مع القيادة وتسليم زمام المبادرة للجيش العربي السوري”.
وأكّدت مصادر لـ”المدن” أنّ تكاليف الوليمة دفعها رجل الأعمال الموالي لنظام الأسد “براء القاطرجي”، وإنّ الدعوة كان مخطّطاً لها أن تشمل “بيعة” لرأس نظام الأسد، لكنّ أجواء الرفض العام التي قوبلت بها الدعوة، ادّت إلى اختصارها على هذا النحو.