روبرت فورد: المرشحانِ للرئاسةِ الأمريكيةِ لا يختلفانِ كثيراً في الملفِّ السوري
قال السفير الأمريكي السابق لدى سوريا “روبرت فورد”، إنّ مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، ووسائل الإعلام بشكلٍ عام، تجاهلوا القضايا المرتبطة بالسياسة الخارجية، مثل سوريا والعراق.
وأشار فورد، في مقالٍ له بصحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الأربعاء، إلى وجود بعض الاختلافات بين مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس الحالي “دونالد ترامب”، وبين منافسه مرشّح الحزب الديمقراطي، “جو بايدن”، إزاء ملفّ الأزمة السورية.
واعتبر أنّه “من المهم ملاحظة أنّ ترامب وبايدن ومستشاريهما يتفقون فيما بينهم على الكثير من الأمور المتعلّقة بسوريا، على سبيل المثال، لا يرغب كلا المرشحين في تدخّل أميركي عسكري جديدٍ ضخم في الشرق الأوسط، كما يدعمان جهود الأمم المتحدة الرامية لإيجاد حلٍّ سياسي من خلال المفاوضات الرامية لإقرار دستور، لكنهما لا يرغبان في قيادة عملية إعادة بناء سوريا أو إعادة بناء الدولة السورية القديمة”، إضافة إلى أنّ كلا المرشحين “يرغب في الإبقاء على وجود بري أميركي صغير في شرق سوريا”.
ورأى فورد أنّه “مع هذا، لا تتطابق وجهتا نظريهما حيال الوجود العسكري”، إذ وبصورة أساسية، “لا يرغب ترامب في هذا الوجود، لكنّه يقبل به نتيجة حثّ وزارتي الدفاع والخارجية له على إبقاء القوات الأميركية هناك”، كما “لا يشعر ترامب بولاء تجاه الأكراد داخل محافظة الحسكة”.
وأشار إلى أنّ مستشاري ترامب داخل البنتاغون ووزارة الخارجية نجحوا في إقناعه بقبول بقاء القوات الأميركية في سوريا فقط، لأنّها تسيطر على بعض الحقول النفطية السورية الصغيرة.
وقال فورد, “في حال عدم وجود خسائر بشرية أو مالية ضخمة، يوافق ترامب على الاستمرار في هذه العملية العسكرية, وقد خلص إلى نتيجة مفادها أنّ القوات الأميركية وحلفاءها من الأكراد قضوا على (داعش). ويشعر بتقدير تجاه الأكراد، لكنّه لا يأبه بمستقبلهم”.
في المقابل، لا يزال بايدن ومستشاروه يعتقدون أنّ تنظيم “داعش” يمكن أنْ يمثّل مشكلة، ولا يرغبون في تكرار تجربة صعود “داعش” في العراق عام 2014. وعليه، فإنّ بايدن ومستشاريه يقولون جميعهم، إنّ الإبقاء على قوات أميركية على الأرض مهم، وفقاً لفورد.
وأضاف, “طالما أنّه لا تسقط أعداد كبيرة من الضحايا الأميركيين، من المؤكّد أنّ بايدن سيبقي على وجود عسكري أميركي صغير, أيضاً، يعتقد بايدن وفريقه أنّ الأميركيين يجب أنْ يوفّروا الحماية للسوريين الأكراد”.
ولفت إلى أنّ “ترامب نفسه الذي لا يأبه لأمر حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي (PYD)، يعكف على بناء دولة صغيرة داخل الحسكة تحت مظلة الوجود العسكري الأميركي، لكنّه لا يرغب في توفير أموال لها واتخذ قراراً بوقفِ المساعدات الاقتصادية الأميركية”.
أما في حال فوز بايدن بالرئاسة، فإنّ إدارته “ستحمي الدولة الصغيرة الناشئة، ومن المحتمل أنْ توفّر لها برنامج مساعدات اقتصادية صغيراً، ويمكن أنْ نتوقع اضطلاع وزارة الخارجية حينذاك بدور أكثر نشاطاً في التعاون مع الإدارة المستقلة، خاصة من خلال الضغط على الأمم المتحدة لمنح (الاتحاد الديمقراطي السوري) وإدارتها دوراً في المفاوضات الجارية حول وضع دستور جديد لسوريا في جنيف”.
وتوقع فورد أنْ يعارض كلٌّ من نظام الأسد وتركيا والاحتلالين الروسي والإيراني جميعاً مثل هذه المبادرة الأميركية، لكن الفريق المعاون لبايدن لن يقدّم أيَّ حوافز لتغيير هذا الرفض”.
وأكّد أنّ ترامب أو بايدن لن يغيرا سياسة العقوبات ضدّ نظام الأسد، معتبراً أنّه “من الواضح أنّ ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، تروق لهما العقوبات كأداة للضغط على طهران على نحو غير مباشر”.
ومن جهته، “لم يعرب بايدن عن تعاطفه مع حكومة نظام الأسد قطّ، لكنّ سوريا لن تشكّل ولو أولوية ضئيلة بالنسبة له. وفي اعتقاده أنّه سيكون من الأسهل سياسياً داخل واشنطن الإبقاء على العقوبات”.
بجانب ذلك، “لن يقدّم بايدن على رفع العقوبات المفروضة ضدّ حلفاء نظام الأسد في طهران على الفور قبل خوض مفاوضات مكثّفة حول برنامج إيران النووي”.
وسرعان ما سيختلف مسار إدارة بايدن عن إدارة ترمب تجاه سوريا على صعيد واحد فقط, “السياسات الإنسانية وتجاه اللاجئين”، وفقاً للسفير الأمريكي.
ولفت إلى أنّ عام 2016، العام الأخير لإدارة أوباما (الرئيس السابق)، سمحت واشنطن لـ15ألفاً و500 لاجئ سوري بدخول البلاد، وكان أكبر بكثير عن الـ630 لاجئاً سورياً الذين سمحت إدارة ترمب بدخولهم البلاد عام 2019.
ورجّح أنّ إدارة بايدن “ستسمح بدخول أعداد أكبرَ من اللاجئين إلى الولايات المتحدة من مختلف أرجاء العالم، وسيستفيد عددٌ أكبر من اللاجئين السوريين من سياسة بايدن”، ولكن ذلك “لن يحلَّ أزمة اللاجئين السوريين”، وفقاً لفورد.