روسيا ترفعُ معدّلَ تجنيدِ السوريينَ للقتالِ في ليبيا

ارتفع معدلُ تجنيد السوريين من قِبل الاحتلال الروسي في مناطق سيطرة نظام الأسد، والزجّ بهم كـ”مرتزقة” في العمليات العسكرية على الأراضي الليبية إلى جانب ميليشيا “حفتر”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ عملية التجنيد تستمرّ بشكل متصاعدٍ في كلٍّ من درعا والسويداء وحمص والحسكة وحماة ودير الزور، وأنّ الاحتلال الروسي يستغلّ الأزمة المالية وسوءَ الأحوال المعيشية لتجنيد السوريين.

ووفقاً للمرصد، فإنّ تعداد المجنّدين الذين وصلوا إلى ليبيا بلغ حتى اليوم 2700 مرتزقٍ، ويتقاضى الفرد من الشركات الأمنية الروسية مبلغاً شهرياً يصل إلى 1000 دولار أميركي.

ونوّه إلى أنّ أرقام التجنيد ارتفعت بوتيرة كبيرة من 900 مرتزقٍ في نهاية شهر أيار الماضي إلى 2700 بنهاية شهر حزيران.

وكانت صحيفة “اندبندنت” أشارت في تقرير إلى أنّ الاحتلال الروسي لجأ مع حليفه “خليفة حفتر” إلى تجنيد السوريين بعد ما أدركا أنّهما يخسران الحرب، حيث تمكّنت قواتً حكومة الوفاق المعترف بها دولياً من السيطرة على قاعدة الوطية ومطار طرابلس ومدينة ترهونة، وبالفعل بدأت الشركات العسكرية المرتبطة بالكرملين بتجنيد الشباب في المناطق التي يسيطر عليها نظامُ الأسد، وذكر عضو سابق بمرتزقة “فاغنر” أنّ موسكو أرسلت سوريين إلى ليبيا للمرّة الأولى في العام 2019.

وأضاف مصدرٌ لوكالة “رويترز” أنّ وتيرة التجنيد تزايدت مع اشتداد حدّة القتال في ليبيا وهدوء الحرب في سوريا، وأنّ تدريب المقاتلين يتمُّ في قاعدة حمص قبل توجّههم إلى ليبيا عن طريق الطيران من قاعدة حميميم الروسية.

وأشار مصدران في المعارضة لوكالة “رويترز” إلى أنّ بعض المرتزقة كانوا مقاتلين سابقين في الجيش السوري الحرّ المعارض لنظام الأسد، وبقوا في المناطق التي احتلها نظام الأسد بدعم من الاحتلال الروسي, ووقّعوا اتفاقات تلزمهم بالولاء لنظام الأسد، غير أنّهم يخضعون لقيود مشدّدة ورقابة النظام.

وكشف تقرير سري أعدته الأمم المتحدة في أيار الماضي أنّ شركة فاغنر لها أكثر من 12 ألفَ مقاتلٍ في ليبيا، وقد نفى الاحتلال الروسي أنّ له قوات في ليبيا، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّه “إذا كان هناك روس في ليبيا فإنّهم لا يمثلون الدولة الروسية ولا تدفع لهم الدولة أيَّ أموال”.

ويعتقد خبراء الأمم المتحدة، الذين يحقّقون في انتهاكات حظر الأسلحة، أنّه بينَ 1 كانون الثاني و10 آذار من العام الجاري، كانت هناك 33 رحلة طيران لأجنحة الشام من دمشق إلى بنغازي، من المحتمل أنّها كانت لنقل المرتزقة.

وأكّد مسؤولون أميركيون في أيار الماضي أنّهم يعتقدون أنّ الاحتلال الروسي يعمل مع نظام الأسد على نقلِ مقاتلين من الفصائل وعتادٍ إلى ليبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى