روسيا توسّعُ مدارجَ قاعدةِ “حميميم” بريفِ اللاذقيةِ
كشفت صورٌ جويّة حديثة ملتقطة عبرَ الأقمار الصناعية قيامَ قوات الاحتلال الروسي بتوسيع أحدِ مدارج قاعدة حميميم باللاذقية، في خطوة تخوّل تلك القوات استقبالَ الطائرات الأكبرِ حجماً والأكثر حمولةً، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية.
وبحسب موقع “The Drive”، فإنَّ قوات الاحتلال الروسي بدأت بعمليات توسيع لأحد المدارج الرئيسة في قاعدة “حميميم” الجويّة باللاذقية، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للقاعدة وتسهيل عمليات النقل اللوجستية والاستراتيجية للروس في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الموقع، أنَّ الصور التي حصل عليها من شركة “Planet Labs” والتي يعود تاريخها إلى 14 كانون الأول الماضي، أوضحت التوسعات في كلا طرفي المدّرج الغربي ليصلَ طوله إلى 10500 قدمٍ بعد أنْ كان يبلغ 9500، كما تظهر أيضاً عمليات لإنشاء ممرٍ مساعد لربطِ الأطراف الشمالية لمدرجي القاعدة.
ومن المحتمل أنْ يكون الطول الكامل للمدرج في النهاية أطول من ذلك بالنظر إلى وجود ما يبدو أنَّها استعدادات لإضافة قسم آخر على امتداد ما هو الآن طريق للطرف الشمالي من القاعدة، وإذا ما تمَّ ذلك سيحصل المدرج على إضافة أخرى بطول بحوالي 750 قدماً.
وأوضح أنَّ توسعة المدرج ستسمح بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر والأكثر حمولة، بما في ذلك طائرات الشحن العملاقة وحتى القاذفات بعيدةِ المدى.
وبيّن أنَّ طائرات الشحن العسكرية الروسية الضخمة لم تتمكّنْ من الهبوط في القاعدة خلال السنوات الماضية، ولكنَّ المدرج الأطول سيسمح لها بالتحليق داخل القاعدة وخارجها بأوزان إجمالية أكبر، ما يتيح لها القدرة على جلب المزيد من البضائع والجنود في كلِّ رحلة، وتسهيل العمليات اللوجستية من وإلى القاعدة.
ويشكّل النشرُ لتلك القاذفات تحدّيات جديدة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” حيث ستكون القاذفات قادرةً على استهداف أجزاء من أوروبا، يمكنها كذلك الاشتباك مع الأصول البحرية في البحر الأبيض المتوسط أثناء أيِّ صراع محتمَلٍ، كما ستكون هذه الطائرات في وضعٍ أفضل للاستجابة للأزمات والطوارئ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ووفقاً للموقع، يبدو أنَّ الإضافات هي ثمار خطة الصيانة والتطويرات التي بدأت في عام 2017، وباتتْ الآن على وشكِ الانتهاء, كما تضمَّنت جهودُ تحسين المدرج على مرِّ السنين بناءَ ثلاثة ممرات جديدة تربط مدرجي القاعدة معاً في نقاط مختلفة.
وأكَّد الموقع أنَّ القاعدة، التي تضمّ مدرَّجين متوازيين يمتدان من الشمال إلى الجنوب، شهدت بالفعل توسّعات وإضافات كبيرة منذ وصول قوات الاحتلال الروسي إلى هناك بأعداد كبيرة قبل ستِ سنوات، حيث تمَّت إعادةُ بناء أجزاء كبيرة من المنشأة بشكل فعَّال أو تحسينها بشكل كبير، بما في ذلك توسيع مرافق الهليكوبتر والبنية التحتية الداعمة والدفاعات بدءاً من عام 2015.
وشملت التحسيناتُ كذلك إضافة منحدرٍ تبلغ مساحته حوالي 819000 قدمٍ مربّعٍ مع إمكانية الوصول المباشر إلى المدرج الشرقي الذي تمَّ الانتهاء منه في عام 2016، بالإضافة إلى صف من ملاجئ الطائرات المحصّنة في الزاوية الشمالية الغربية للمنشأة التي تمَّ بناؤها بين عامي 2018 و2019 في الردِّ على التهديد بهجمات الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة النارية غيرِ المباشرة.
وذكّر الموقع بالهجومين الذين استهدفا القاعدة بداية العام 2018 حيث تعرّضت القاعدة لهجومين جماعيين على الأقل بطائرات بدون طيّار أسفرت عن مقتل العديد من الأفراد وإلحاق أضرار وتدمير بعددٍ من الطائرات.
وكانت وثيقة حكومية روسية أظهرت في آب الماضي أنَّ نظام الأسد وافقَ على منحِ الاحتلال الروسي أراضٍ إضافية في البر ومساحة من مياه سوريا الإقليمية لكي يتسنَّى لها توسيع قاعدتها العسكرية الجوية في حميميم باللاذقية، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.
وقالت الوثيقة إنَّ الأراضي، التي تبلغ مساحتها ثماني هكتارات في البرِّ ومثلها في المياه الإقليمية، ستُمنح للاحتلال الروسي بصفة مؤقّتة وبدون تكلفة.