سوريا بلا كهرباءٍ.. وحكومةُ الأسدِ تغذّي قرى لبنانيّةً بالكهرباءِ
أثارتْ تصريحاتُ وزير الكهرباء التابع لحكومة الأسد “غسان الزامل” الجدلَ حيث أعلن عن تزويدَ قرية لبنانية واحدة بالكهرباء، وذلك برغم التقنين المتّبع للتيار الكهربائي في جميع أنحاء سوريا، ليتبيَّن أنّ القرية المعلنَ عنها تخضع لنفوذ ميليشيا “حزب الله”، الذي حولَّها إلى ثكنة عسكرية.
وبحسب “الزامل”، يتمُّ تزويدُ قريةٍ واحدة في لبنان بالطاقة الكهربائية، وهي قرية “طفيل” التي تقع على الحدود السورية اللبنانية، بكمية 200 كيلو واط، وفقَ تقديراته.
وبرَّر ذلك بأنَّ كمية 200 كيلو لا تكفي لإنارة حارة صغيرة ضمن أحد أحياء سوريا، وينفي تزويدَ أيِّ منطقة ثانية في لبنان من الكهرباء السورية، حسب وصفِه.
وإلى جانب الجدل الواسع الذي نتجَ عن تصريحات “الزامل” المتكّررة في سياق تبريره للواقع، ظهرت خلفه لوحةٌ كُتِبَ عليها “تخيّلْ الحياةَ بلا كهرباء” ما أثار موجةً من السخرية على الصفحات الموالية إذ أنَّ مناطق سيطرة النظام تعيش تقنيناً شديداً للتيار الكهربائي بقرار من نظام الأسد.
وفي أيلول من العام 2020 الماضي نشر موقع “الحرّة”، تحقيقاً تحت عنوان “الطفيل” بلدةٌ لبنانية بيد دويلة “حزب الله”، خطف وتهديد وامتلاك قسري لربعِ مساحتها”، تحدثت خلاله عن نفوذ ميليشا الحزب المدعوم إيرانياً في البلدة.
وأشار التحقيقُ إلى معاناة أهالي البلدة، من سيطرة “حزب الله” الكاملة، منذ تهجيرِهم في المرَّةِ الأولى عام 2014، عندما قام بتحويلها إلى منطقة عسكرية، بحجّةِ محاربة المسلّحين بالمناطق المحاذية للحدود السورية في منطقة القلمون بريف دمشق.
وتشهد مناطقُ النظام غيابَ شبه تامٍّ للتيار الكهربائي برغم مزاعمِه تأهيلَ المحطّاتِ لتضافَ إلى الأزمات المتلاحقة التي تضربٌ مناطق النظام، بدءاً من تقاعس النظام مروراً بتبرير هذا التجاهل وليس انتهاءً بحوادث التخريب طالما كان ينسبها لما يصفهم بـ “المسلحين”، مع تكرار سرقة معدّات وأكبالَ تصل قيمتها إلى ملايين الليرات.
هذا وربط ناشطون بين إصرار نظام الأسد على تزويد البلدة الخاضعة لسيطرة “حزب الله”، بالتيار الكهربائي وبين إطلاق التبريرات المنافية للواقع برغم تطبيق نظام التقنين الساعي، فيما اعتبروا ذلك مكافأةَ النظام للحزب الإرهابي للمشاركة في عمليات قتلِ وتهجير السوريين علاوةً على كون البلدة تحوّلت إلى معابر لتجارة الأسلحة والمخدّرات.