شبكةٌ أمريكيةٌ تكشفُ أسبابَ ملاحقةِ واشنطنَ لـ “الوجهِ الأنثوي لديكتاتوريةِ الأسدِ”
سلّط موقع “فوكس نيوز” الأمريكي الضوء على فرضِ الولايات المتحدة عقوبات على أسماء زوجة رأس النظام “بشار الأسد” بعد عقود من الصراع السوري.
وقال الموقع في تقرير ترجمته “عربي 21″، إنّها المرّة الأولى التي يفرض فيها عقوبات على “أسماء الأسد” على الرغم من فرض عقوبات سابقة على رأس النظام بسبب الصراع الذي أودى بحياة ما يقدّر بنحو نصف مليون شخص.
وكان وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” قال إنّ بلاده ستفرض عقوبات جديدة، ولن تتوقّف حتى ينهيَ الأسد ونظامه حربه الوحشية ضدّ الشعب السوري، لافتاً إلى أنّ “أسماء” التي أصبحت بدعم زوجها وأبناء عائلتها “الأخرس”، من أكبر المستفيدين بالحرب.
وقال الموقع، إنّه تمّت الإشارة لـ “أسماء” في السنوات الماضية بالوجه الأنثوي لديكتاتورية الأسد والآنسة الوحش وسيدة الياسمين، ولكن هذه الألقاب لا تفصح الكثير عن “أسماء” ودورها في الحرب الدموية.
ونقل عن “كنان رحماني”، مدير حملة سوريا التي تتّخذ من واشنطن مقرّاً لها، أنّ “الأدوار العامة لأسماء الأسد كانت بمثابة دعاية إنسانية زائفة، ولكن من المفهوم على نطاق واسع أنّها أكثر انخراطاً في القرارات السياسية لزوجها، وعملت على تعزيز صورة النظام، وتغذية دعايته”.
ونقل “سعد شاطرة”، عضو مجلس إدارة شركة باكة ميديا السورية للأبحاث، أنّه “عندما تزوج بشار (العلوي) بأسماء (السنية)، فقد خلق انطباعاً لدى السوريين، بأنّ هناك تغيّراً في سياسة النظام الطائفية، وأنّه سيلعب دوراً إيجابياً”، مضيفاً أنّ ما حدث كان هو العكس.
ففي الأشهر الأولى من الثورة لم تجرِ “أسماء” أي مقابلات ولم تظهر إلا في عددٍ قليل من المناسبات العلنية، ثم في أوائل عام 2012، جمّد الاتحاد الأوروبي أصولها ووضعها تحت قائمة الممنوعين من السفر.
ولفتت إلى أنّه في العام ذاته، ظهرت تسريبات البريد الإلكتروني بين “الأسد” وعشرات النساء إلى الصحافة، ويقال إنّ “أسماء” استخدمت ذلك لصالحها، وأصبحت تلعب دوراً مهمّاً في دمشق، وزاد صعودها للسلطة وصورتها العامة.
ونقل الموقع عن “أيمن عبد النور”، وهو مستشار منشّق عن النظام، ويعمل رئيس منظمة “مسيحيون سوريون من أجل السلام”، أنّ “أسماء” لم تكن تؤيّد كلَّ هذا القتل والفظائع الجماعية، ولكن بعد أنْ تمَّ تسريب تلك الرسائل الإلكترونية عن النساء في حاشيته، أرادت المغادرة مع أطفالها ولكن الجيش لم يسمح لها، ثم جاء والدها وعقد صفقة باتت من خلالها تلعب دور السيدة الأولى في الحكومة مقابل دعمها لزوجها بالحب والابتسام.
وأضاف “عبد النور”، أنّ “أسماء” لم تبدأ بلعب هذا الدور إلا بعد وفاة السيدة الأولى السابقة، والدة الأسد، فبعد عام 2016 أصبحت شخصاً آخر، وتشارك في كلِّ اللقاءات والحكومة والمنظمات غير الحكومية، ولفت إلى أنّ الحكومات الأجنبية اعتبرت أنّ سلسلة الجمعيات الخيرية التي تترأسها “أسماء”، وخاصة “الأمانة السورية للتنمية” واجهة لعمليات نظام الأسد المالية.
وقال “رحماني”، إنّ المنظمات غير الحكومية التابعة لـ “أسماء”، استفادت من عقود مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الطفولة العالمية وبرنامج التنمية في الأمم المتحدة، والتي قدّمت ملايين الدولارات لعمليتها الخيرية الفاسدة.
وأشار الموقع إلى أنّ “الأمانة السورية”، تدير الآن 15 مركزاً اجتماعياً تقوم بنقل الأموال إلى جيوب النظام، وتقدّم الدعم للمجتمعات الموالية له، بشكلٍ يقوّي من صورة الأسد على الأرض، ولفت إلى أنّ “أسماء” ظهرت ولأوّل مرّة في خطوط القتال، بعد وضع اسمها مع الجهات التي فرضت عليها عقوبات حيث ظهرت في صورة مع زوجها وسط جنود سوريين.
وأضاف أنّ المراقبين يرون هذا التحرّك الجريء يُعدّ بداية للسيدة الأولى البالغة من العمر الآن 44 عاماً، وستقوم بزيادة نفوذها وتأثيرها مع توسيع نظام الأسد سيطرته على البلاد.