صحيفةٌ إسرائيليّةٌ: ضعفُ إيرانَ “النسبي” يُغري الاحتلالَ الإسرائيليَ بمهاجمةِ سوريا

يستغلُّ الاحتلالُ الإسرائيلي “الضعفَ التكتيكي النسبي والارتباك الاستراتيجي ” للاحتلال الإيراني وانتظارَه تنصيبَ الرئيس الأميركي المنتخب “جون بايدن” في تكثيفِ الغارات على مصالح الأخير ومصالحِ حلفائه في سوريا, وفْقَ ما أوردتْ صحيفةُ “هآرتس” أمس الأحد.

وفي تقريرٍ أعدّهُ معلّقُ الصحيفة العسكري “عاموس هارئيل”، نبّهتْ إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي شنّ ثلاث هجمات في غضون عشرةِ أيام على مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق وبالقرب من الحدود اللبنانية السورية, مدّعياً أنَّ الهجمات استهدفت منشآت لإنتاج الأسلحة، وترسانة سلاح لميليشيا “حزب الله” ووحدةً لمنظومات الدفاع الجوي تابعة لنظام الأسد.

وبحسب هارئيل، فإنَّ المواقع التي استهدفت بالقصف يديرها الفيلق الأول في قوات الأسد بالتعاون مع “القيادة الجنوبية” في ميليشيا “حزب الله”، المسؤولة عن منطقة جنوب سوريا.

ووفقاً للمعلّقِ العسكري، فإنَّ ما يؤكّد زيادة وتيرة شنِّ هجمات الاحتلال الإسرائيلي في العمق السوري حقيقةً أنَّ متوسط الهجمات الإسرائيلية في سوريا كان شنَّ هجومٍ كلَّ ثلاثة أسابيع.

ورأى أنَّ هجمات الاحتلال الإسرائيلي تهدفُ من ناحية إلى توجيه ضربات “تكتيكية” لأهداف الاحتلال الإيراني ومن ناحية ثانية إلى ردعِ قوات الأسد عن استخدام بطاريات الدفاع الجوي في تأمين مصالح طهران وميليشيا “حزب الله” اللبناني أثناءَ القصف.

وينقل هارئيل عن أوساط استخبارية إسرائيلية وغربيةٍ تقديرَها بأنَّ جهود الاحتلال الإيراني الهادفة للتمركز عسكرياً في سوريا تواجه الكثيرَ من المتاعب، لا سيما بعد اغتيال الولايات المتحدة قائدَ ميليشيا “فيلق القدس”، قاسم سليماني، مشيراً إلى أنَّ كلَّ الدلائل تشير إلى أنَّ خليفته “إسماعيل قاآني” غيرُ قادرٍ على ملء الفراغ الذي تركه.

وأبرزت الأوساطُ الاستخبارية التي يقتبسها هارئيل أنَّ “قاآني” غيرُ قادر على “إدارة حملة منظَّمة لتأمين المصالح الإيرانية” كما فعلَ سليماني.

وشدَّد على أنَّ رهانَ الاحتلال الإيراني على صعود الرئيس الأميركي المنتخب “جو بايدن” للحكم يقلّصُ من دافعيته للإقدام على خطوات عسكرية يمكن أنْ تقلّصَ من فرص فتحِ صفحة جديدة بينها وبين الإدارة الأميركية الجديدة، مما يدفعُها للإقدام على خطوات “رمزية” في إرسال الرسائل إلى واشنطن، مثل رفع نسبة تخصيب اليورانيوم في المفاعل الذري في “فوردو” إلى 20%.

وأشار إلى أنَّه، بخلاف الانطباعات الأولية، فلم يحاولْ الاحتلال الإيراني استغلالَ ذكرى اغتيال سليماني في تنفيذ هجمات انتقامية، مستدرِكاً أنّ تل أبيب تنطلق من افتراض مفادُه بأنَّ “الخطر لا يزال قائماً”، وهو ما جعلها في حالة استنفار نسبي، تحسّباً لانتقام إيراني على اغتيال سليماني وعالم الذري محسن فخري زادة.

وأضاف أنَّ الاحتلال الإسرائيلي تحسّباً لهجمات يمكن أنْ تُقدِمَ عليها الميليشيات التابعة للاحتلال الإيراني انطلاقاً من سوريا والعراق واليمن، مستدرِكاً أنَّ زعيم ميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله حرص، أخيراً، على تأكيد أنَّ منظمته لن تشارك في مخططات إيرانية من هذا القبيل.

وحسب سيناريوهات “الانتقام الإيراني”، ذكر هارئيل أنَّ الاحتلال الإسرائيلي تحسّباً لهجمات يمكن أنْ يُقدمَ عليها الاحتلال الإيراني والميليشيات الموالية له عبْرَ إطلاق الصواريخ البالستية بعيدة المدى، أو غارات بالطائرات من دون طيّار، أو صواريخ كروز، ومحاولات لاغتيال مسؤول إسرائيلي أو مهاجمة سفارة أو قنصلية إسرائيلية في الخارج.

و بحسب هارئيل, فإنَّ الاحتلال الإسرائيلي نصبَ لأوّل مرّةٍ منظومةَ دفاع جويّ في محيط “إيلات” تحسّباً لهجمات صاروخية يمكن أنْ تشنَّها ميليشيا “أنصار الله” (الحوثيين) من اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى