صحيفةٌ تتوقّع “ثورةَ جياعٍ” في دمشقَ.. ونظامُ الأسدِ يستنفرُ لمنعِ خروجِ المظاهراتِ من الجوامعِ وطوابيرِ الغازِ

توقّعت صحيفة “الشرق الأوسط”، أنْ تشهد العاصمة السورية دمشق “ثورة جياع” تبدأ عبْرَ مظاهرات واحتجاجات غاضبة من تفاقم الأوضاع المعيشية وعدم توفّر السلع والخدمات الرئيسية في البلاد.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها نشرته اليوم الثلاثاء، عن الأوضاع الاقتصادية المتردّية بمناطق سيطرة نظام الأسد، أنّ التظاهرات الغاضبة في السويداء بسبب الأوضاع المعيشية ربّما تمتدّ إلى دمشق وريفها.

ونوهّت الصحيفة إلى أنّ نظام الأسد في حالة تأهّب أمني بدأت منذ أيام عدّة في محيط الجوامع ومراكز توزيع الغاز والجمعيات الاستهلاكية والأفران، حيث تصطّف طوابير السكان للحصول على المواد الأساسية، لمنع تحوّلها إلى مظاهرات، في ظلّ حالة من الغليان والقهر تستعرّ في الصدور.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أهلية في ريف دمشق قولها, إنّ تعليمات صدرت إلى ميليشيات “الدفاع الوطني” لتسيير دوريات ترابض في محيط التجمعات وبالأخص الجوامع, إذْ من المتوقع امتداد المظاهرات الغاضبة احتجاجاً على الوضع المعيشي السيّئ، من السويداء إلى ريف دمشق ودمشق، وتابعت المصادر: “حالة من الغضب والقهر تفاقمت عند غالبية الناس خلال الأيام القليلة الماضية وتكاد تصل إلى حدّ الانفجار، مع انخفاض درجات الحرارة لتلامس الصفر في ظلّ انعدام وسائل التدفئة, إذ لا توجد كهرباء ولا مازوت ولا غاز، وارتفاع أسعار جنوني. الناس بردانة وجوعانة”، مع التأكيد أنّ “شتاء هذا العام هو الأصعب على السوريين بين سنوات الحرب التسع”.

وأضافت مصادر الصحيفة أنّه في أحد فروع الجمعيات الاستهلاكية في حي القصاع وقف رجل خمسيني يفتش جيوبه بحثاً عن دفتر العائلة ليتمكّن من شراء كيلو سكر بالسعر المدعوم 350 ليرة، لكنّه اكتشف نسيانه الدفتر في المنزل, اقترحت عليه الموظفة شراء سكر بالسعر الحرّ، الكيلو بألف ليرة. لكنّه رفض لأنّ في جيبه 500 ليرة فقط؛ أي نصف دولار أميركي، وإذا اشترى نصف كيلو سكر حرّ فلن يتمكّن من شراء الخبز… وهكذا انسحب من الطابور خالي الوفاض بعد ساعة من الانتظار.

وأقرّ رئيس حكومة نظام الأسد “عماد خميس” بعجزِ حكومته عن ضبط الأسعار. وقال أمام مجلس الشعب في جلسته قبل الأخيرة التي حضرها فريقه الحكومي: “لا نستطيع حالياً تخفيض الأسعار، لأنّ هناك مواد مستوردة مرتبطة بالدولار الذي ارتفع من 500 إلى ألف ليرة؛ أي 100 في المائة”.

وتتعرّض حكومة نظام الأسد لحملات انتقاد واسعة في أوساط الموالين، وتتّهم بالفساد مع تحميلها كامل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع السوريين من تردٍ غير مسبوق.

وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد تدهورًا كبيرًا في الأوضاع المعيشية وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكلٍ كبيرٍ في ظلِّ انهيار كامل لليرة السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى