صحيفةٌ: روسيا تسعى للتوصّلِ إلى تسويةٍ سياسيةٍ وتحضّرُ لمرحلةٍ ما بعدَ الأسدِ

سلّطت صحيفة “القبس” الكويتية الضوءَ في تقريرٍ لها، على خيارات رئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين” فيما يخصُّ الملف السوري في ظلِّ التطورات الأخيرة على الساحة الدولية.

وقالت الصحيفة, إنّ الاحتلال الروسي بات يُسابق الزمنَ من أجل تنفيذ مخططه في سوريا من أجل الحفاظ على المكتسبات والمصالح الروسية قبل نهاية العام الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مصدر “خاص”، قوله, إنّ الاحتلال الروسي يبذل جهوداً مضاعفة، من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية في سوريا، على أنْ تكون التسوية متناسبة مع مصالحه قبل نهاية العام الجاري، أيْ قبل وصول إدارة أمريكية جديدة إلى البيت الأبيض.

ولفت المصدرُ، إلى أنّ الاحتلال الروسي يعتبر الخاسرَ الأكبر من الناحية الاقتصادية بعد دخول “قانون قيصر” حيزَ التنفيذ، وأنّه يريد ضمان حصوله على عائدات ضخمة جرّاءَ تدخّلِه المباشر لمساندة نظام الأسد.

وبيّنت الصحيفةُ، أنّ سوريا الآن في حالة “ستاتيكو”، وهذا المصطلح الذي يعرف بأنّه قانون لإبقاء على الأوضاع الراهنة في مكان جغرافي محدّد على ما هو عليه، ومحاولة عدم إجراء أيَّ تغييرات تذكر من كافة النواحي إنْ كان على المستوى الميداني أو السياسي.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الاحتلال الروسي، يسعى لإبقاء الوضع في سوريا على ما هو عليه الآن، وذلك في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية التي سيكون لها دورٌ كبيرٌ في حسم الأمور بما يتعلّق بالتفاهمات حول الملف السوري.

ويرى الكاتب السياسي خضر الغضبان في حديثه مع “القبس”, أنّ “موسكو تسعى للالتفاف على قانون قيصر من البوابة الجنوبية لسوريا، كون القانون يلحق الضررَ بشكلٍ كبيرٍ بروسيا، على عدّة أصعدة من أجل أنْ تضع بأيديها ورقة تفاوضية رابحة في الفترة المقبلة”.

وأضاف الكاتب، بأنّ “روسيا تحاول تثبيتَ نفوذها العسكري جنوبي سوريا، بمحافظتي (درعا – والسويداء) من أجل أنْ تخلق مناطق إستراتيجية خاصة بها”, وذلك لأنّ المناطق الأخرى تقع إما تحت سيطرة واشنطن أو أنقرة أو طهران أو ميليشيا “قسد” أو فصائل المعارضة أو قوات نظام الأسد.

واعتبر “الغضبان”، أنّ “روسيا ترغب بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا، خاصة بعد أنْ نجحت بالوصول إلى المياه الدافئة عبْرَ إنشاء قاعدة طرطوس البحرية”, ورأى أنّ “الرئيس الروسي حقّق مكتسبات جيوإستراتيجية بسبب التدخّل الروسي في سوريا”.

وأوضح أنّ قيادة الاحتلال الروسي أصبحتْ تدرك تماماً، أنّ كلّ تلك الانتصارات الميدانية يجب أنْ تترجم إلى مكاسب وامتيازات تحصدها روسيا في الأيام القادمة.

وفي ذات السياق، أشار مصدرٌ سوري معارض لصحيفة “القبس”، أنّ اللقاءات التي جرت مؤخّراَ بينَ مسؤولي الاحتلال الروسي ورئيس الائتلاف الأسبق “معاذ الخطيب” في الدوحة, والتي تأتي في إطار مساعي الاحتلال الروسي لإقناع الخطيب بالانخراط في تشكيل حكومة يكون صلبَها المعارضة المعتدلة لإدارة المناطق الجنوبية من سوريا حتى لا تشملها العقوبات الأمريكية.

وأشار المصدر، إلى وجود تحضيرات روسية لمرحلة ما بعدَ الأسد، لافتاً إلى أنّ المسؤولين الروس عقدوا اجتماعاً مع أكثر من 10 شخصيات سورية معارضة من أجل إيجاد رؤية واضحة بشأن عملية التسوية السياسية في البلاد بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.

ويرى الغضبان، أنّ الحديث المتداول في الأونة الأخيرة، عن تخلّي الاحتلال الروسي عن رأس نظام الأسد أصبح شكلياً، وأن الروس ينتظرون التسوية على أساس “الحلّ السياسي مقابل تمويل عملية إعادة الإعمار”، مشيراً إلى أنّ بوتين مستعدٌّ للتفاوض بهذا الشأن.

وأضاف, “إنّ القيادة الروسية متمسّكة برأس نظام الأسد فقط كواجهة من أجل أن تستمدَّ روسيا شرعية تواجدها في سوريا”، موضّحاً أنّ “الروس يدركون جيداً أنّ الحل في سوريا مرتبط بشكل كامل بتنفيذ القرارات الأممية بموجب مسار جنيف واللجنة الدستورية”.

وبحسب الغضبان فإنّ نجاح ما يسعى الاحتلال الروسي لتحقيقه في جنوب سوريا، يتوقّف على عدّة عوامل من أهمها قدرة القيادة الروسية على جمع أكبر عددٍ من الشخصيات المعارضة حول الطرح الروسي الجديد.

كذلك هناك مساعي للاحتلال الروسي لتأمين دعم عربي وإقليمي للمبادرة الروسية الجديدة، حيث تنتظر موسكو كيفية تعاطي الإدارة الأمريكية معها، فنجاح المبادرة يتعلّق بعدّة أمور سياسية من أهمها وجود من يدعم ومن يشارك ومن يغطّي هذا الطرح الروسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى