صحيفةٌ: هذهِ هيَ النقاطُ الخلافيةُ بينَ نظامِ الأسدِ وروسيا
ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، في تقريرٍ لها اليوم الأحد, أنّه وبالرغم من أنّ هناك كثيراً من نقاط التقاطع بين نظام الأسد والاحتلال الروسي في “الملف السوري” خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أنّ التصريحات العلنية المثبتة بوسائل إعلام رسمية في البلدين، في الأيام الأخيرة، تظهر فروقات تتأرجح بين كونها جوهرية أو شكلية، قد تصل أحياناً إلى وجود مقاربتين مختلفتين لقضايا أساسية في “الملف السوري” وتداخلاته الإستراتيجية.
وأشارت الصحيفة إلى وجود 10 نقاط خلافية بين نظام الأسد والاحتلال الروسي، لافتة إلى أنّ “نقطة التحول” في الحرب السورية، برزت كنقطة خلافية بينهما، إذ قال رأس نظام الأسد، لـ”وكالة نوفوستي” الروسية، قبل أيام: “هناك العديد من نقاط التحوّل التي يمكنني ذكرها”.
وأوضح أنّ المنعطف الأول كان في عام 2013، فيما اعتبر وزير دفاع الاحتلال الروسي “سيرغي شويغو”، في ذكرى تدخّل جيش بلاده نهاية الشهر الماضي، أنّ الاحتلال الروسي تدخّل عسكرياً عام 2015، في مرحلة “باتت الأوضاع في سوريا حرجة، وكان هناك خطر هزيمة الجيش السوري، وبالتالي انهيار سيادة الدولة”.
وتحدثت الصحيفة عن نقطة الخلاف الثانية, وهي مدّة وجود الاحتلال الروسي في سوريا وأسبابه، حيث قال رأس نظام الأسد, “مدّة الاتفاق بشأن قاعدة حميميم تشير إلى خطط طويلة الأجل للتعاون”،
أما نقطة الخلاف الثالثة فهي “انتهاء الحرب”، ففي حين قال رأس النظام إنّها لم تنتهِ، أكّد وزير خارجية الاحتلال الروسي “سيرغي لافروف”، أنّ “المواجهة العسكرية بين حكومة البلاد والمعارضة انتهت”.
وبرزت نقطة الخلاف الرابعة حول الموقف من التفاهمات بين أنقرة وموسكو، إذ قال رأس النظام, “الاتفاقات الروسية- التركية ليست فعّالة”، في حين شدّد “لافروف” على أنّ الاتفاقات “لا تزال حيزَ التنفيذ بشكلٍ كاملٍ”.
أما بالنسبة للحلِّ في إدلب وشرق الفرات، فقد تحدّث رأس النظام عن إطلاق “مقاومة شعبية” ضدّ الأمريكان والأتراك، فيما اعتبر “لافروف” أنّ المنطقتين “نقطتان ساخنتان”، مشيراً إلى وجود تفاهمات مع كلّ من الأتراك والأمريكيين في المنطقتين.
وبخصوص وجود الاحتلال الإيراني، زعمَ رأس نظام الأسد أنْ لا وجود لقوات إيرانية وإنّما مستشارون عسكريون فقط، وهو ما يناقض تصريحات روسية سابقة حول انسحاب الميليشيات التي يدعمها الاحتلال الإيراني وميليشيا “حزب الله” اللبناني من الجولان عام 2018، إلى مسافة آمنة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، وهي 140 كيلومتراً، إضافة إلى أنّ موسكو تلتزم الصمت إزاء غارات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع الميليشيات الإيرانية.
وبينما يعتبر رأس النظام مفاوضات جنيف بأنّها عبارة عن “لعبة سياسية”، أكّد وزير خارجية الاحتلال الروسي على أنّ بلاده تتابع باستمرار وعن كثب عمل اللجنة الدستورية، وفيما يشير لافروف إلى “عدم الرضا عن إيقاع عمل اللجنة”، قال وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم، إنّ الدستور “لا يمكن سلقه (صوغه بسرعة) أو إنجازه باللغط”.
أما في موضوع الإدارة الكردية فقد دعم الاحتلال الروسي اتفاق “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) وحزب “الإرادة الشعبية”، فيما أشار المعلم إلى أنّ نظام الأسد يعارض “أيَّ اتفاق يتعارض مع الدستور”.
وفيما يتعلّق بالنقطة الخلافية العاشرة، رأت “الشرق الأوسط” أنّ التعاون الاقتصادي بين نظام الأسد والاحتلال الروسي “لا يزال أدنى بكثير من التعاون العسكري والوجود الروسي”، مشيرة إلى وجود “اعتقاد بأنّ موسكو لم تمدّ يد العون للنظام لحلِّ أزمة المحروقات والحبوب والمعيشة وإطفاء الحرائق، بانتظار اقترابه من مواقفها في الملفات السياسية، والحصول على تنازلات سيادية أكثر في المجالين العسكري والاقتصادي والاستراتيجي”.