صحيفةٌ: هل تمتلكُ واشنطنُ خطّةً بديلةً لإدخالِ المساعداتِ إلى سوريا في حالِ استخدمتْ روسيا حقَّ الفيتو؟

تساءل سفيرُ الولايات المتحدة السابق في دمشق، روبرت فورد، عن وجود خطّة بديلة لدى واشنطن وأصدقائها الأوروبيين لمنع “الكارثة” التي ستبدأ في 11 من تموز المقبل، في حال عدم تمديد آلية إدخال المساعدات الأممية عبرَ الحدود إلى شمال غربي سوريا، واصفاً حقَّ النقض (فيتو) الذي لوَّحت روسيا باستخدامه لعرقلة القرار بـ”أفلام الرعب”.

وقال السفير الأمريكي السابق في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، إنَّه شعر ببعض التوتر عندما خلط الرئيس الأمريكي جو بايدن، بين سوريا وليبيا ثلاثَ مرّاتٍ، خلال مؤتمرٍ صحفي بعد لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف أنَّ قلقه كان أكبرَ عندما اطلع على قائمة مستشاري الرئيس الأمريكي الذين رافقوه في اجتماعه مع بوتين، لأنَّ ليس بينهم خبراء في الشأن السوري، بعكس الوفد الروسي، ما مكّن الروس من مناقشة تفاصيل بخصوص سوريا لم يكن باستطاعة الجانب الأميركي تناولها.

ورأى أنَّ “الجانب الأميركي دخل الاجتماع بفكرة أنَّه إذا أخبرنا الروس أنَّ تمديد أجل المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود أمرٌ مهمٌّ لواشنطن، فإنَّهم سيوافقون”.

وأشار إلى أنَّ بايدن أخبرَ وسائل الإعلام الأميركية أنَّه ناقش مع بوتين “ممرّات المساعدات الإنسانية”، موضّحاً أنَّ “ممرات المساعدات الإنسانية” تختلف عن “العمليات الإنسانية عبرَ الحدود”، لا سيما أنَّ “الممرّات يمكن أنْ تشيرَ إلى طرق المساعدات الإنسانية النابعة من داخل مناطق خاضعة لسيطرة نظام الأسد، وليس تركيا”.

وجدّد فورد تأكيده على أنَّ “واشنطن لا يبدو أنَّها تستوعب سوريا وديناميكيات الحرب هناك”، معتبراً أنَّه “من بين أكبرِ الأخطاء التي اقترفتها واشنطن مبالغتَها في تقدير نفوذها السياسي والعسكري” في سوريا.

وأوضح أنَّ “موسكو تعرف أن قضية المساعدات هذه مهمّةٌ للغاية لواشنطن، ولذلك ارتفع السعرُ الذي تطلبه روسيا من بايدن”.

وأضاف فورد: “الحقيقة أنَّه من وجهة نظر بوتين، فإنَّ واشنطن الآن لا تتعاون بخصوص سوريا، ولا تساعد في إرساء الاستقرار وتعوق إعادةَ إعمار سوريا، وبدلاً عن ذلك، تخلق العقوبات الأميركية صعوباتٍ أمام دمشق، وإذا رغبت واشنطن في مساعدة بوتين لها، فإنَّها يجبُ أنْ تدفع ثمناً مقابل ذلك”.

ودعا السفير الأمريكي السابق مجدَّداً، الحكومةَ الأميركية إلى استبدال العملية التي تقودها الأمم المتحدة، وأنْ تتولّى قيادةَ عملية دولية جديدة للمساعدات عابرة للحدود بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين والأتراك، معتبراً أنَّ أفضل ما يمكن لإدارة بايدن فعله أنْ تضعَ أهدافها في سوريا على رأس أولوياتها، ويجب كذلك أنْ تجعلَ مسألة إنقاذ المدنيين أولويةً أمامها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى