صحيفةُ لوموند: تجربةُ درعا لا يمكنُ استنساخُها في شمالِ غربي سوريا
أكّدت صحيفة “لوموند” الفرنسية أنَّ الأوضاع في درعا جنوبي سوريا أصبحت متردّية للغاية، وسط حالة من الفوضى بعد إحكام نظام الأسد قبضته على المحافظة، مشيرةً إلى أنَّ تجربة درعا لا يمكن استنساخها في شمال غربي سوريا.
وقالت الصحيفة في تقرير مطوّل، إنَّ قوات الأسد توسّع سيطرتها في درعا، خطوةً خطوةً، وتقوم بنصبِ حواجز أمنيّة عسكريّة وسطَ درعا القديمة، مهد الثورة عام 2011، ورفعِ علم النظام في مناطق أخرى دون عوائق تُذكر، ومع ذلك لا يزال الهدوء غيرَ مستتبٍ.
وأشارت الصحيفة، أنَّ العملية تتمُّ في نفس الطريقة بكلِّ مدن وبلدات الجنوب، تدخل قوات الأسد إليها برفقة الشرطة العسكرية الروسية ووجهاء محليين، وتخصّص أياماً للتسوية، مقابل انضمام المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة إلى قوات الأسد.
وأوضحت أنَّ هذه الخطوة تعتبر “نقطة تحوّل رمزية”، حيث يريد نظام الأسد، الاسترداد الكامل لمحافظة درعا على الحدود مع الأردن ويعمل من أجله بشكلٍ “لا يرحم”، لكنْ ما يحدث في درعا ليس تسوية حقيقية، وما يحدث يشهد على ذلك.
وتابعت، انتهى الأمر في درعا، التي تعرّضت هذا الصيف لشهرين من الحصار والقصف، على فرض “تسوية” ووافق أهالي المحافظة على وقفِ إطلاق النار الذي اقترحه الروس أوائل أيلول، ثم نُقل من رفضوا تسليمَ أسلحتهم الخفيفة و”تسوية أوضاعهم” إلى شمال غربي سوريا.
ومع الهدوء الذي يسود المنطقة في الوقت الحالي، إلا أنَّ الوضعَ الإنساني لا يزال محفوفاً بالمخاطر، بحسب الصحيفة.
وتقول إنَّ التطوّرات جنوب سوريا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات الإقليمية”، حيث بدأ تقارب الأردن مع نظام الأسد لإحياء العلاقات الاقتصادية، وربما لشحن الغاز المصري عبرَ الأردن وسوريا إلى لبنان، مما يعني أنَّه لا بدَّ من ترسيخ وجود النظام في منطقة درعا.
وترى الصحيفة أنَّ الوضع الحالي يشير إلى فشل “الوضع الخاص” الذي “فكر الروس في الأصل في تكراره في أماكن أخرى شمال سوريا”، لأنَّ نظام الأسد الذي وافق على اتفاقيات 2018، كان نهاية المطاف صاحب الكلمة الأخيرة.