صنداي تلغراف: أزمةُ اللاجئينَ السوريينَ قد تصبحُ أسوأ الكوارثِ الإنسانيةِ

حذّرت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية من أنّ أزمة اللاجئين السوريين ستصبح عما قريب واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية، وشدّدت على أنّ من مصلحة أوروبا المساعدة في تجنّب وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق، حيث هدّدت تركيا بإرسال الوافدين الجُدُد إلى أوروبا إذا ضُغِط عليها لفتح الحدود.

ويضيف مراسلا الصحيفة “جوسي إنسور وحسين عكوش” في تقريرهما، أنّ السوريين الذين يعانون من البرد القارس يبحثون عن ملجأ في بساتين الزيتون، وذلك حيث يكثّف نظام الأسد هجماته على آخر معاقل الثورة في شمال غرب البلاد.

ويشير التقرير إلى أنّ الخيام البلاستيكية الممتدة عبر الأشجار الجرداء لا تؤدي دوراً كبيراً في الحماية من الأمطار الغزيرة، ولذلك تتجمع العائلات حول بعضها طلباً للدفء حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما يقرب من صفر درجة مئوية.

وفي حين يتلحف الأطفال بالمعاطف والبطانيات، يحرق البالغون الخشب ويستخدمون آخر إمدادات الغاز المتضائلة للحصول على الدفء.

ويشير التقرير إلى أنّ هؤلاء هم من ضمن 235 ألف مدني فرّوا من الغارات الجويّة والقصف في أماكن أخرى في محافظة إدلب بسوريا في الأسابيع الأخيرة.

ويضيف المراسلان أنّ موجة النزوح الجماعي هذه نشأت في ظلّ هجمات نظام الأسد والاحتلال الروسي المكثّفة على بعض المناطق الأكثر كثافة سكانية في آخر معقل للثورة في البلاد، وأنّ الكثيرين فرّوا في الفترة القصيرة الأخيرة، حتى أنّ مدنَ الخيام المؤقتة المترامية الأطراف التي تتاخم الحدود التركية أصبحت ممتلئة الآن، مما أجبر الآلاف على النوم في العراء.

وتنسب الصحيفة إلى وكالات الإغاثة في سوريا أنّ الموقف مأساوي جداً ولا يمكن الدفاع عنه، مضيفة أنّه حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب “الذي لا يتحدث عادة علناً عن محنة السوريين” أطلق الخميس الماضي تغريدة تقول إن “روسيا وسوريا وإيران تقتل، أو في طريقها لقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في محافظة إدلب. لا تفعلوا ذلك!”.

يُشار إلى أنّ الصحيفة لم تتطرّق في تقريرها إلى الجزء الخاص بتركيا الذي ورد في تغريدة ترامب، والمتمثل في قوله إنّ “تركيا تعمل جاهدة لوقفِ هذه المحرقة”.

وتشير الصحيفة إلى أنّ معظم الـ3.5 مليون إنسان الذين يعيشون في محافظة إدلب كانوا قد نزحوا من المناطق التي كان يسيطر عليها الثوار سابقاً في جميع أنحاء البلاد، وأنّه نتيجة لذلك لم يعدْ هناك مكان يلجؤون إليه.

وأما تركيا التي تستضيف بالفعل أكبر عددٍ من اللاجئين السوريين في أيِّ بلدٍ في العالم، فقد أغلقت الحدود مع سوريا استجابة لأزمة المهاجرين عام 2015، وشكّلت سدّاً منيعاً لوقفِ تدفّقهم إلى أوروبا.

ويضيف التقرير أنّ تركيا أرسلت شاحنات محمّلة بالمساعدات إلى إدلب، وقبلت بعض الحالات الطبية الأكثر إلحاحاً، لكنّ أنقرة أشارت إلى أنّها ليست مستعدّة لتقديم أيِّ شيء آخر.

وتضيف الصحيفة أنّ الأمم المتحدة والولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين لم يتمكّنوا من فعل شيء بشأن سوريا، سوى إصدار بيانات الإدانة.

وتنسب إلى مدير “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) رائد صالح القول قبل أيام إنّه “يبدو أنّ 2019 كان العام الذي تخلّى فيه المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن سوريا تماماً، وقد نفدت كلمات الإدانة من السياسيين”.

ويضيف صالح “إنّ خوفي الأكبر مع اقتراب العام من نهايته هو تكثيف الهجمات، مما يتسبّب في موجات جديدة من النزوح لأنّه لم يعدْ هناك مكان للناس للفرار إليه، لقد أصبحت كلّّ شجرة زيتون خيمة وتجاوز كلُّ معسكر قدرته عشرَ مرّات، وما زلت لا أفهم كيف يمكن لأقوى دول العالم أنْ تواجه هذا الرعب بالصمت والتقاعس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى