طبيبٌ سوريٌّ يهزمُ فيروسَ كورونا.. هذهِ قصتهُ

أوقف فيروس “كورونا” الحياة في معظم دول العالم، وتحوّل خلال وقتٍ قصير إلى خطر يهدّدُ حياة الملايين، وتشير التقارير الطبية إلى أنّ الفيروس لا يستثني أحداً شباباً أو كباراً في السن، ورغم زيادة أعداد المصابين والضحايا في كلِّ مكان، إلا أنّ الصورة السوداء التي رسمها الفيروس للعالم مؤخّراً يتخلّلها مساحات ملونة تؤكّدها قصص من هزموا فيروس كورونا بعد الإصابة به.

ويروي الطبيب السوري محمد “اسم مستعار بناءً على طلبه” لـ “موقع تلفزيون سوريا” قصة إصابته بفيروس كورونا “كوفيد – 19” خلال زيارته إلى مدينة إسطنبول، خلال الشهر الجاري ويقول “كنت في زيارة لأسرتي التي تقيم في إسطنبول، وكان سفري مقرّراً منتصف آذار الجاري، ومن المعلوم أنّ السعودية حيث أقيم لم تسجّلْ أيَّ إصابة كما لم يكن هناك حالاتٌ مسجلة تركيا، ولكن لا يعني ذلك أنّ كلا البلدين خالٍ من أيِّ إصابة، لأنّ الفيروسات لديها فترة حضانة وكذلك معلوم أنّ الأعراض يمكن أنْ تكونَ خفية خاصة في الأمراض حديثة الظهور بسبب عدم اكتمال المعلومات عنها” .

وأضاف الطبيب السوري أنّه وبعد تسجيل إصابات بالفيروس في تركيا قرّر مغادرة إسطنبول و توجّه إلى مطار المدينة في 11 من آذار، وتابع “في مطار إسطنبول كانت الإجراءات الاحترازية مكثّفة تلافياً لانتشار الوباء، وصلت بُعيدَ منتصف الليل إلى السعودية وحجزت تذكرة للمدينة التي أعيش فيها “.

وأشار إلى أنّ بعض البيئات تسهم بانتشار الأمراض مثل المطارات لازدحامها الشديد والتقارب بين المسافرين، الذين يأتون من دول متعدّدة والبعض يقضي ساعات طويلة متنقلاً داخل المطار ويكفي شخص مصاب لأنْ يحدثً كارثة.

وقال محمد إنّه وبعد ثلاثة أيام من وصوله إلى بيته بدأ يشعر بإنهاك وتعبٍ لأيِّ مجهود يبذله، ويضيف “وبما أنّني اعتدت ممارسة الرياضة بانتظام وأهتم بنوعية غذائي، عزوت الأمر بداية لإرهاق السفر وطولِ الفترة التي قضيتها بين نقطة الانطلاق والوصول حيث تجاوزت مع الانتظارات حوالي ثلاثين ساعة” .

ويستطرد “لكن ارتفاع درجة الحرارة غيرِ المبرَّر بالنسبة لي ثم السعال الذي بات يباغتني أثناء الكلام أثار انتباهي، فأجريت بداية فحص دموي بسيط هو تعداد الدم العام فكانت اللمفاويات مرتفعة وهي تشير لإصابة فيروسية غالباً، لذلك أجريت الفحص للتأكّد من الإصابة فكانت إيجابية، لذلك سارعت لإجراء الحّجر الطبي الاختياري وأخذ العلاج اللازم “.

ولفت إلى أنّه “في الحالات غير المختلطة وعند من لا يعاني من مشكلات تنفسية أو قلبية أو مرض السكري ، فهو لايحتاج لدخول المشفى وإنّما مراقبة الأعراض والالتزام بالراحة والغذاء ورفع المناعة”.

وقال محمد أنّه تواصل مع أطباء لديهم خبرة في حالات العدوى الفيروسية، واتبع الإجراءات الخاصة بالعلاج، ورغم تشاركها بخطوط عامة إلا أنّها تختلف حسب عمر الشخص وبنيته وشدّة الأعراض لديه كما يقول.

ويوضّح “ما يتمّ التركيز عليه هو خافضات الحرارة ومضادات السعال، لأن السعال مجهد جداً فيتم اللجوء لاستخدام أدوية تساعد في تليين مفرزات القصبات، أما بالنسبة للعلاجات الرديفة التي تحسن الجهاز المناعي، تناولت خلال فترة الإصابة كميات جيدة من فيتامين C ويفضل هنا الشكل الطبيعي منه وهو متوفر بالأوراق الخضراء، مثل البروكلي والليمون والفليفلة الخضراء، كنت أعتمد على ذلك بشكلٍ كبير” .

ويشدّد محمد على ضرورة التقليل من السكر الأبيض لأنّه غذاء البكتيريا والخلايا الورمية لذلك يجب الاستعاضة عنه بالمحليات الطبيعية وتجنّبه قدرَ الإمكان.

كما يجب الإقلال من النشويات وتناول شاي الليمون والنعناع والزنجبيل المحلى بالعسل عدّة مرّات في اليوم. ويتابع “هناك بعض الأعشاب الطبيعية التي تخفّف من حدّة السعال ولها فعالية جيدة مثل (الحلبة) وحبّ الرشاد وعشبة الزعتر، ومما يعزّز المناعة تناول بعض أنواع المعادن الضرورية والفيتامينات مثل فيتامين D و فيتامين A.

ويقول محمد إنه اعتمد لمقاومة فيروس كورونا على بعض الأطعمة التقليدية مثل الزبيب (العنب المجفّف) الذي يعتبر مصدراً للمعادن مثل الزنك والسيلينوم التي لها دورٌ كبير في المناعة.

ويتابع “بعد خمسة أيام تراجعت لدي الحرارة وبدأت تخف نوبات السعال، ويظهر الإجهاد والتعب عند الحركة فقط وهو في تراجع مستمر”.

بعد أسبوعين أجرى محمد فحص الـ PCR وهو يتحرّى الفيروس مباشرة وليس ردَّ فعل الجسم عليه فكانت النتيجة سلبية، ما يعني أنّ الجسم تغلّب على الفيروس وبدأ يستعيد عافيته.

ولتلافي الإصابة بفيروس كورونا يجب مراعاة العزل الاجتماعي والاهتمام بالنظافة الشخصية، واستخدام وسائل الوقاية مثل القناع الطبي والقفازات، ويلفت الطبيب السوري إلى أنّ الأطفال والشباب هم “حصان طروادة بالنسبة للفيروس”، قد يحملونه ويصابون به دون أعراضٍ لكنّهم ينقلونه للمسنين والمرضى ويكون سبَباً في فقدهم.

ويوضّح أنّ “كورونا هو كغيره من الفيروسات، كائنٌ غيرُ فعّالٍ خارجَ الخلية ما دام لم يدخلْ إليها، بمعنى أنّ وجوده على أيدينا أو حتى على الأغشية المخاطية لا يعني أنّنا مرضنا، المهم ألا يخترقَ خلايانا وحتى لو اخترقها فلدى كلٍّ منا جهاز مناعي بالغ التعقيد كفيل بالقضاء عليه لكن بمساعدتنا نحن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى