عشراتُ المرضى يومياً في مستشفى الأمراضِ العقليّةِ ضمنَ مناطقِ نظامِ الأسدِ

يعاني السوريونَ في مناطقِ سيطرة نظامِ الأسد بشكلٍ متزايد من اضطرابات نفسيّة نتيجةَ تردّي الواقع المعيشي والخدمي، حيث تبلغ نسبةُ الفقر 90%، حسب تقريرٍ لمنظمة الصحة العالمية.

وأكّد مديرُ مشفى ابن سينا في دمشق “أيمن دعبول”، أنَّ المشفى يستقبل مؤخّراً أعداداً كبيرةً من المرضى المصابين بجميع الحالاتِ العقليّة والنفسيّة، مشيراً إلى أنَّ الأمراض الأكثرَ شيوعاً هي الذُهان والهَوَس والإدمان والاكتئاب.

وأضاف دعبول خلال لقاءٍ مع إذاعة “شام إف إم” الموالية، أنَّ أكثرً المرضى الذين يزورون المستشفى يعانون من الاكتئاب، وأنَّ المستشفى يستقبل يومياً من 20 إلى30 مريضاً، مرجعاً هذه الزيادةَ في حالات الاضطراب العقلي والنفسي إلى عاملين: أولهما “الضغطُ والعاملُ النفسي”، وثانيهما “الوضعُ الاقتصادي الصعب”.

وكشف دعبول عن أنَّ هناك العديد من المرضى الذين يقومون بادّعاءِ المرض للتهرّب من مُساءلة أو قضية ما، كالنصب والخدمة العسكرية الإلزاميّة، إضافة للنساءِ اللواتي يرغبن في الطلاق فيلجأن إلى المستشفى للهربِ من أزواجهن.

وبحسب مديرِ مشفى ابن سينا، يوجد في المستشفى مرضى لم يسألْ عنهم ذووهم منذ 30 عاماً، وأنَّ كثيراً من الحالات التي لا يقبلها المستشفى أو التي تصبحُ مؤهّلة للخروج بعد تماثلها للشفاء لا يقبل الأهلُ خروجَها، وذلك للتهرّب من مسؤولية العنايةِ بها.

وأشار إلى أنَّ مستشفى ابن سينا في دمشق يستقبلُ الحالات “الشديدة” فقط، وذلك لقلة اختصاصيي الطب النفسي والكوادرِ العاملة فيه، خاصةً بالنسبة للممرضين الذكور، حيث إنَّ أغلبَ كادرِ التمريض من الإناث ويصعب عليهن التعاملُ مع الحالات المصابة باضطرابات عقليّة.

وتجدر الإشارةُ إلى أنَّ هناك مشفيين فقط للأمراض العقليّةِ والنفسيّة في سوريا، وهما مشفى ابن سينا ويغطي 7 محافظاتٍ، ومشفى ابن خلدون الخاص بمحافظة حلب والمنطقة الشمالية، إضافةً إلى وجود شعبةٍ فرعية في مشفى المواساة، وشعبة ابن رشد في دمشق.

وتشير تقديراتٌ نشرت سابقاً في بحث ضمن مجلةِ الصليب الأحمر الدولية، حمل عنواناً “الصحةُ النفسيّة إبانَ الأزمة السورية: كيف يتعامل السوريون مع الآثار النفسية؟”، إلى أنَّ نحو مليون سوري (4% من السكان) يعانون من اضطرابات نفسيةٍ شديدة، و5% من السوريين يعانون من اضطرابات نفسيّة متوسطة الشدّة، وأنَّ نحو 90% من حالات الاضطراب لا تخضع للمتابعة نتيجةً لنقصِ الاختصاصيين.

بينما كشف ممثِّل منظمةُ اليونيسف في سوريا، بو فيكتور نيولند، أنَّ ثلث الأطفال في سوريا تظهر عليهم علاماتُ الضيق النفسي، بما في ذلك القلقٌ والحزن والتعب أو اضطرابات النومِ المتكرّرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى