عضو هيئةِ التفاوضِ السوريةِ السابقُ يوضّحُ آخرَ تطوراتِ اتفاقاتِ الحلّ في سوريا والوضعَ في إدلبَ

بيّن عضو الهيئة العليا للمفاوضات السابق “رياض نعسان آغا” أنّ نظام الأسد قد أُجبِرَ على القبول باللجنة الدستورية، مؤكّداً أنّ “النظام رافضٌ للجنةِ الدستورية، ولهذا يعملُ على تعطيلها ووضعِ العثراتِ في مسارِها، وللأسف لم تضغط روسيا على النظام بما يجعله يرضخ تماماً للتوجّه الدولي”.

وأضاف “نعسان آغا” بقوله: “أنا شخصياً أرفض البدء باللجنة الدستورية، لأنّ هناك تراتيب في خطوات الحلّ يبدأ بتشكيلِ هيئة حُكمٍ تكونُ هي المعنية بتشكيلِ لجنةٍ دستورية، وما يحدث الآن هو التفاف على القرار 2254”.

وتابع عضو الهيئة العليا للمفاوضات السابقِ قائلاً: “لقد تمّ إشغالُ هيئةِ التفاوضِ بقضيةِ اللجنة الدستورية لملءِ الفراغِ السياسي، وللأسف انعكست الصراعاتُ والخلافاتُ العربيةُ والإقليميةُ على القضية السورية بشكلٍ سيّئ”.

وتطرّق المعارضُ السوري إلى الوضعِ في شمال غربي سوريا، لا سيما في مدينته إدلبَ مشيراً إلى أنّه لا توجدُ إرادةٌ دولية جادّةٌ في وضع نهاية للقضية السورية، قائلاً: “الصراعُ في الشمال تحوّلَ إلى صراعٍ قوى دولية، وتنافسٍ على مناطقِ النفوذ في سوريا، وللأسف لا توجد إرادةٌ دولية جادة بوضع نهاية للقضية السورية”.

وأضاف “نعسان آغا” بقوله: “قد تضاءلَ الاهتمامُ بمعاناة المواطنين السوريين الذين تشرّدوا، وتراجع الدعمُ الإغاثي الأممي للاجئين”، مؤكّداً أنّه “لا يمكن وضعُ حدٍّ لمعاناة السوريين إلا بحلّ سياسي عادل، وقد وافق الجميع على رؤية القرار 2254 ولكنه بقي معلٌقاً، وندعو مجلس الأمن أن يحترمَ قراراته وأن يكونَ جاداً في تنفيذها”.

وأشار “نعسان آغا” إلى أنً القرار 2254 لا يلبي مطالبَ الشعبِ تماماً، ولكنه الحدُّ الأدنى الذي يمكنُ قبولَه حلٌاً واقعياً، حيث كان يقضي القرارُ 2254 بتشكيل هيئة حكم تؤول إليها الصلاحيات التشريعية والتنفيذية وتشكيلِ حكومةٍ مدنيّةٍ، وخيارِ الديمقراطية.

وكانت الأنباءُ المتداولة خلال الفترة الماضية تشير إلى أنّ الأمم المتحدة تسعى لتشكيلِ اللجنة الدستورية قبل انتخابات 2021 الرئاسية، وعن هذه الانتخابات قال “نعسان آغا”: “ليس سهلاً أن يشاركَ 13 مليون مشرّدٍ ولاجئٍ في انتخابات عبر الشتات”، لافتاً إلى أنّ “بيدرسون” لا يملك أن يفعلَ شيئاً دون وجود إرادةٍ دولية وجدّيةٍ من أطراف الصراع ومجلس الأمن.

كما أشاد “نعسان آغا” بأعضاء هيئة التفاوض السورية والتي كان أحد أعضائها، حيث وصف أعضاءها بالوطنيين والمحترمين، وكذلك أشاد بمخرجات اللقاء بين رئيس الهيئة “نصر الحريري” والمبعوث الدولي “غير بيدرسون”، معتبراً أنّ المطالبَ التي قدّمتها هيئةُ التفاوضِ هي المفتاحُ للحلِّ السياسي الحقيقي في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى