“عنصريّةٌ مقيتةٌ”.. انتقاداتٌ حادّةٌ لازدواجيةِ الإعلامِ الغربي في تناولِ حربِ أوكرانيا
يتّهمُ مستخدمو مواقعِ التواصل الاجتماعي وسائلَ الإعلام الغربية بازدواجية المعاييرِ والنفاق في تغطيتها لحرب روسيا على أوكرانيا مقارنةً بالصراعات الأخرى، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط.
وقد فجّرَ مراسلٌ صحفيٌّ في شبكة (سي بي إس) الأمريكية موجةَ غضبٍ عبرَ المنصات العربية والأجنبية، وذلك بعد وصفِه أوكرانيا خلال بثٍّ مباشرٍ من كييف بأنَّها “متحضرة وأوربية نسبياً” مقارنةً بدول مثل العراق وأفغانستان.
وقال “تشارلي داغاتا” المراسلُ الأجنبي لمكتب لندن التابع للشبكة “لا تتوقَّع أنْ ترى في أوكرانيا نوعَ الصراع العسكري الذي ابتلي به الشرق الأوسط”.
وأضاف “هذا ليس مكاناً -مع كلِّ الاحترام الواجب- مثل العراق أو أفغانستان، حيث يدور صراعٌ محتدم منذ عقود، هذه مدينة حضارية وأوربية نسبياً -لا بُدَّ لي من اختيار هذه الكلمات بعناية أيضاً- مدينة لا تتوقع فيها ذلك، أو آمل أنْ يحدثَ ذلك”.
ووصف ناشطون هذه التصريحات بأنَّها تمثّل عنصريةً مقيتة ومخزية تجاه الشرق وكلِّ ما هو غيرُ أوروبي، مؤكّدين أنَّ العراق مهدُ الحضارات الإنسانية، ويجب على المراسل العودةُ ودراسةُ التاريخ جيداً من جديد.
وأكّد مغرّدون أنَّ الحروب والقتل والدمار لن تكونَّ في يومٍ من الأيام أمراً طبيعياً، ولا يختلفُ هذا من بلد إلى بلدٍ سواء كانت الدول عربية أو أوربية، مطالبينَ مراسلي الحربِ بانتقاءِ المصطلحات والعبارات المناسبة للحديث عن الأزمة الحالية وإجراءِ المقارنات الدقيقة.
كما وصف مذيعُ قناةِ الجزيرة الإنجليزية “بيتر دوبي” الأوكرانيين الفارّين من الحرب بأنَّهم “شعبٌ مزدهرٌ من الطبقة الوسطى الذين ليسوا من الواضح أنَّهم لاجئون يحاولون الهروب من مناطقَ في الشرق الأوسط لا تزال في حالة حربٍ كبيرة”.
وتابع “هؤلاء ليسوا أشخاصاً يحاولون الابتعادَ عن مناطق في شمال أفريقيا، إنَّهم يبدون مثلَ أيِّ عائلةٍ أوروبية قد تعيش بجوارها”.
في السياق، استضافت شبكةُ (بي بي سي) البريطانية يوم السبت نائبَ المدّعي العام الأوكراني السابق “ديفيد ساكفاريليدزي” والذي قال ضمن تصريحاتِه “إنَّه أمرٌ مؤثّرٌ للغاية بالنسبة لي لأنَّني أرى الأوربيين ذوي الشعرِ الأشقر والعيونِ الزرقاء يُقتلون كلَّ يومٍ بصواريخ بوتين وطائراته الهليكوبتر وصواريخه”.
كما قال الصحفي “فيليب كورب” على قناة (BFM) الأكثرِ مشاهدةً في فرنسا، “نحن لا نتحدّثُ هنا عن فِرار السوريين من قصفِ نظام الأسد المدعومِ من بوتين، نحن نتحدّثُ عن الأوربيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا”.
كذلك كتب الصحفي البريطاني “دانيال هنان” مقالاً بصحيفة التلغراف، ذكرَ فيه “إنَّهم يشبهوننا كثيراً. وهذا ما يجعل الأمرَ صادماً للغاية”، وذكر أنَّ الحرب لم تعدْ تحدث في مجتمعاتِ “السكان الفقراء والنائية”.
وقال أيضاً رئيسُ الوزراء البلغاري “هؤلاء ليسوا اللاجئينَ الذين اعتدنا عليهم. إنَّهم أوربيون وأذكياء ومتعلّمون وبعضُهم مبرمجون لتكنولوجيا المعلومات. هذه ليست موجةَ اللاجئين المعتادة للأشخاص الذين ليس لديهم ماضٍ مجهول، ولا يوجد بلدٌ أوربي يخاف عليهم، أنا لستُ مندهشاً، أنا غاضبٌ فقط”
عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، “جان لويس بورلانج ” قال إنَّ اللاجئين الأوكرانيين سيكوّنون “هجرةً ذاتَ نوعية عالية، وهم مثقّفون، وسنكون قادرين على الاستفادة منها”.
(منها← الضمير يعود على الهجرة
منهم← الضمير يعود على المثقفين
فاختر????)