عودةُ ملفِّ نظامِ الأسدِ الكيماوي إلى الواجهةِ وموقعٌ عبريٌّ يحدّدُ أهدافَ إسرائيلَ من استهدافِه

يجدّد الاحتلالُ الإسرائيلي تأكيدَ خطّه الأحمر في سوريا، عبرَ إعادة طرحِ ملفِّ الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، مؤكّداً أنَّ عدداً من الهجمات التي نفّذها في سوريا استهدفت منشآتٍ لإنتاج الأسلحة الكيميائية تابعة للنظام، كان آخرُها قبلَ ستة أشهر، وذلك بالتزامن مع ما كشفه تقريرُ صحيفة “واشنطن بوسطت” بهذا الخصوص.

وقال معلّقُ صحيفة “يديعوت أحرونوت” للشؤون الأمنيّة والعسكرية، “رون بن يشاي”، إنَّ الهجومَ الإسرائيلي في 8 حزيران الماضي، الذي أشار إليه تقريرُ “واشنطن بوست”، كان أحدَ أهمِّ العمليات العسكرية التي قام بها الاحتلالُ الإسرائيلي، بشكلٍ سرّي، بهدف منعِ نظام الأسد من القدرة على إنتاجِ أسلحةٍ الدمار الشامل.

وأضاف “بن يشاي”، أنَّ الهجومين المذكورين لم يكونا الأول من نوعهما، مشيراً إلى أنَّ بدايةَ الحرب الإسرائيلية ضدَّ استئناف نظام الأسد لبرنامجه الكيماوي كانت في هجومٍ نفّذه سلاحُ الجو الإسرائيلي في نيسان 2018 على “معهد 4000″، المخصّصِ لتطوير وتصنيعِ الأسلحة الكيميائية، في مدينة مصياف التابعةِ لمحافظة حماة.

وأوضح الخبيرُ الأمني والعسكري الإسرائيلي، أنَّ الاحتلال الإسرائيلي اكتشفَ أنَّ نظام الأسد مستمرٌّ في إنتاج الأسلحة الكيميائية على الرغم من توقيعه صفقةَ تسليم مخزونه الكيماوي بضغطٍ دولي قبلَ ثماني سنواتٍ.

من جانبه اعتبر موقعُ “إسرائيل اليوم” أنَّ الهجوم على المواقع السريّة التي سعى نظامُ الأسد إلى أنْ تعودَ وتنتجَ سلاحاً كيماوياً فيها يحمل رسائلَ وأهدافاً يودُّ الاحتلال الإسرائيلي إرسالها لكلٍّ من نظام الأسد والاحتلالِ الإيراني.

وبحسب تقريرِ الموقع، فإنَّ أولى الأهداف لهذه الضربات نزعُ قدرات غيرِ تقليدية من نظام الأسد حتى وإنْ كانت في مراحلها الأولية، والثاني الإيضاحُ لرأس نظام الأسد بأنَّ الاحتلال الإسرائيلي لن يسمحَ لنظامه بالعودة إلى التهديد بسلاح الدمار الشامل، والثالث إطلاقُ رسالةٍ لدول أخرى، وعلى رأسها الاحتلالُ الإيراني، بأنَّ تلَّ أبيب ستعمل بالطريقة ذاتها ضدَّ كلّ من يطوّر سلاحاً يهدّد وجودها.

وأضاف التقرير أنَّ نظام الأسد رغمَ تعهده، واصل استخدامَ أنواعٍ مختلفة من السلاح الكيماوي ضدَّ معارضيه، ولا سيما الكلور حيث حذَّر الاحتلال الإسرائيلي من أنَّ سماحَ العالم له بعمل ذلك، سيؤدّي آجلاً أم عاجلاً، إلى عودة النظام أيضاً لإنتاج سلاحٍ كيماوي متقدّمٍ أكثرَ، مثلما حصل بالفعل.

وختم بالقول، “يبدو أنَّ إسرائيل، بخلاف الماضي، قرّرت ألا تنتظرَ تزوّدَ نظام الأسد بكمية كبيرة من السلاح الكيماوي، بل عليها أنْ تدمّره وهو في مراحله الأولية. لكنَّ مواصلة النظام مساعي التطوير، رغمَّ تعرّضها للهجوم في المرّة الأولى، تدلُّ على أنَّه يواصل اليوم أيضاً محاولةَ التسلّحِ بقدرات للدمار الشامل إلى جانب الوجه اللطيف الذي يحاول عرضَه للعالم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى