
“فورين بوليسي” تكشفُ الإنجازاتِ التي حقّقَها التدخُّل العسكري الروسي إلى جانبِ نظامِ الأسدِ
نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أمس الخميس تقريراً حول الإنجازات الروسية بعدَ مرور 5 سنوات على تدخّلها العسكري في سوريا.
وقال التقرير إنّه بعد خمس سنوات من التدخّل الروسي في سوريا، هناك الكثير من “الدمار الصادم”، ولا سيما في الهجوم “الوحشي” على مدينة حلب، ولا يزال الشعب السوري مبتلىً بـ“العنف والفقر والكارثة الاجتماعية”.
وأما بالنسبة لحقوق الإنسان، فإنّ حكومة نظام الأسد التي عذّبت المتظاهرين وسبّبت اندلاع “حرب أهلية”، ما زالت راسخة في السلطة، وأضاف التقرير أنّ الاستقرار السياسي والتعافي الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط الذي وعدَ به بوتين “يبدو بعيدًا كما كان دائمًا”، مشيرًا إلى أنّ الحرب في سوريا ما زالت قائمة، والقتال حول إدلب، شمال غربي سوريا، مازال مستمرًا.
وعلى الرغم من الوعود الروسية المستمرّة بالمساعدة الاقتصادية، لا يزال المواطنون السوريون يعانون بشدّة، وتبقى إعادة الإعمار حلمًا بعيدَ المنال، إذ لم تخصّص روسيا سوى القليل من الأموال لإعادة بناء البلاد، على أمل أنّ يدفع الغرب في النهاية الفاتورة لتجنّب المزيد من تدفّق اللاجئين إلى أوروبا.
وتحدّث التقرير عن امتداد الحرب في سوريا إلى جميع أنحاء المنطقة أيضًا، إذ لم تؤثّر فقط على الجارتين لبنان وتركيا، بل امتدت لتصلَ إلى ليبيا أيضًا، حيث كان لروسيا تأثيرًا معاكسًا على المنطقة بعيدًا عن تحقيق الاستقرار.
واعتبر التقرير أنّ هذه الانتقادات لا تهمّ موسكو، لأنّ الهدف من التدخّل العسكري الروسي هو تأكيد وجود الكرملين في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، ولن تنتهِ الحرب في سوريا إلا بموافقة روسية، كما جعل الكرملين نفسه لاعبًا رئيسيًا في النزاعات الإقليمية الأخرى أيضًا، بما في ذلك حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي ليبيا.
ولفت التقرير إلى أنّ روسيا لم تفلحّ في إقامة السلام في سوريا، إذ لم تسفرّ محادثات السلام التي توسطت فيها بين نظام الأسد ومختلف فصائل المعارضة السورية عن أيِّ شيء، على الرغم من سنوات من المحاولات، ولم تنجحْ في إنهاء القتال المستمرّ، لا سيما في مناطق شمال شرقي سوريا.
ووفقًا للتقرير، يرى الكرملين أنّ الذكرى السنوية الخامسة للتدخّل الروسي في سوريا “ليست وقتًا للتفكير في حرب بلا نهاية”، ولكن كفرصة لـ”تحميص النجاح”، والأمل في أنّ تستمر روسيا حتى نصف عقدها الثاني.
واستمرت روسيا بدعمِ نظام الأسد سياسيًا بالتوازي مع الدعم العسكري، عبّر 16 فيتو في مجلس الأمن الدولي، وكان آخرها التصويت ضدّ تمديدِ التفويض لآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود والضغط للاقتصار على معبْرٍ واحد.
وكان قد أدّى التدخُّل الروسي إلى إعادة سيطرة نظام الأسد على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، والغوطة الشرقية وحمص ودرعا وعدّة مناطق أخرى، وقضمِ منطقة “خفض التصعيد” في إدلب شمال غربي سوريا.