جيفري: تطبيعُ العربِ مع الأسدِ مقابلَ الابتعادِ عن إيرانَ فكرةٌ جنونيةٌ

انتقد المبعوث الأمريكي في الملفّ السوري “جيمس جيفري” المحاولاتِ التي تبذلها بعضُ الدول لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية بهدفِ إبعاده عن الاحتلال الإيراني، معتبراً أنّها “فكرة جنونية”

وقال جيفري، في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، إنّ “إيران تملك مواطئَ أقدام شديدةَ الرسوخ في سوريا, هناك ميليشيات جرى تشكيلها، وتمويلها، وتجهيزها من الحكومة الإيرانية وتتلقّى أوامرها المباشرة من طهران”، مضيفاً أنّ الدول العربية لن تكون على وفاق أبداً مع نظام الأسد “الوحشي” الذي “يحكم دولة شمولية وحشية ومروّعة للغاية”.

وكان وزراء الخارجية العرب قد قرّروا، خلال اجتماع طارئ عُقِد في القاهرة في تشرين الثاني عام 2011، تعليقَ عضوية نظام الأسد في الجامعة لحين التزامه بتنفيذ بنود المبادرة العربية، الداعية لوقفِ العنفِ والعمليات العسكرية التي يشنّها ضدّ المعارضة، وانخراطهِ في حوار معها للتوصّلِ إلى حلٍّ سياسي.

وبالنسبة لغارات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع قوات الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني، أكّد جيفري أنّ بلاده تدعم بكلِ الطرق الممكنة “جهود إسرائيل في تأمين الدفاع عن الذات”، كما شدّد على ضرورة مغادرة قوات الاحتلال الإيراني للأراضي السورية كافة، جنباً إلى جنب مع كلّ القوات العسكرية الأجنبية الأخرى التي دخلت البلاد في أعقاب عام 2011، بما فيها التركية والإيرانية والأميركية باستثناء الروسية.

وأمس الجمعة، استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي مواقع قوات الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني في درعا والقنيطرة، فيما ضرب تفجيرٌ مستودع ذخيرة تابع لميليشيا “حزب الله” في معسكر الحسن بن الهيثم الواقع على طريق حمص تدمر، وذلك بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي أنّه انتقل من “مرحلة احتواء إيران إلى مرحلة إخراجها من سوريا”

من جهة أخرى، دعا جيفري المجتمعَ الدولي إلى مضاعفة جهوده لإنهاء أعمال العنف والقتال وإجراء انتخابات رئاسية في سوريا تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّ أيَّ انتخابات يجريها نظام الأسد لن تحظى بأي مصداقية دولية، وستُقابل بالرفض التام من قِبَلِ المجتمع الدولي

كما أكّد أنّ بلاده ستواصل فرض العقوبات على نظام الأسد حتى قبولِه بالحلّ السياسي، موضّحاً أنّ العقوبات الاقتصادية تزيد من سوء الأوضاع على دائرة الشخصيات المقرّبة للغاية من رأس نظام الأسد، للتوقّف عن دعمه وتأييده، وهذا ما تحاول واشنطن على الدوام الوصولَ إليه.

وأشار إلى أنّ الحملة الإعلامية الروسية الأخيرة على نظام الأسد دليلٌ على أنّ موسكو تدرك أيضاً “أيَّ نوع من الحلفاء موالين لها في سوريا” في الآونة الراهنة. وعدّ إدلبَ “قلعة المعارضة” ولن تعودَ إلى سلطة نظام الأسد قريباً.

وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية عدّة على نظام الأسد وشخصيات مقرّبة منه، منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، كان آخرها في آذار الماضي، حيث أقرّ مجلس الشيوخ حزمةَ وثائقَ وتشريعاتٍ تدخل ضمن الميزانية الدفاعية والتي تصل قيمتها إلى 738 مليار دولار، وبينها “قانون قيصر” الذي يهدف إلى “حماية المدنيين في سوريا”، وينصّ على اتخاذ إجراءات إضافية ضدّ الجهات التي تدعم العمليات العسكرية لقوات الأسد، وخاصة شركات الاحتلال الروسي وميليشيات الاحتلال الإيراني، كما أدرجت وزارة الخزانة الأميركية وزيرَ دفاع نظام الأسد علي عبد الله أيوب على قائمة العقوبات الاقتصادية لتورّطه بأعمال عنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى