قريباً .. منظومةُ دفاعٍ جويٍّ أمريكيةٌ في سوريا.. ما أهدافُها؟

تحدّثتْ مجلة “Forbes” الأمريكية، عن احتمالية استخدام مضادِّ الطيران “Avenger” (المنتقم)، في كلٍّ من سوريا والعراق.

وبحسب التقرير الذي نشرته المجلة أمس الأربعاء، وترجمته “عنب بلدي”، قد تستخدم أمريكا مضادّات الطيران الدفاعية “Avenger”، لحماية قواتها الأمريكية من التهديد المتزايد الذي تشكّله الطائرات المسيّرة المعادية لها.

ورصدَ التقرير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، في 24 من شباط الماضي، صورًا تظهر فيها شاحنات تحمل أنظمة دفاع جويٍّ قصيرة المدى من طراز “Avenger”، عبرَ الطريق السريع الواصل بين العراق وسوريا، لتصلَ إلى منطقة دير الزور شرقي سوريا.

وصمّمت “Avenger” مع قاذفات صواريخ “FIM-92 Stinger”، لحماية المشاة الأمريكيين من الطائرات المسيّرة والهليكوبتر وصواريخ “كروز” التي تحلّق على ارتفاع منخفض.

ولم يكن للقواعد الأمريكية في العراق أنظمةُ دفاعٍ جوي، وتجلَّى ضعفُها عندما هاجم الاحتلال الإيراني اثنتين منها بالصواريخ الباليستية، في كانون الثاني 2020، في الضربة الانتقامية لإيران بعد اغتيال الولايات المتحدة قائد ميليشيا “فيلق القدس” السابق، قاسم سليماني، في ضربة بطائرة مسيّرةٍ.

ونشرت الولايات المتحدة بعدَ الضربة الانتقامية صواريخ باتريوت “MIM-104” على ارتفاعات عالية في هذه القواعد إلى جانب أنظمة “C-RAM” قصيرة المدى (الصواريخ المضادّة والمدفعية وقذائف الهاون).

استُهدفت القوات الأمريكية المنتشرة في حقول النفط في دير الزور في أوائل عام 2020، عبْرَ طائرات من دون طيار تمكّنت من إسقاط قذائف “هاون”، وعلى الرغم من فشلها في قتل أو إصابة أيِّ شخصٍ، أظهرت طبيعة هذا التهديد الجديد الذي تواجهه القوات الأمريكية.

ويمكن أنْ يوفّر “Avenger” حمايةً للقوات البرية ضد مثل هذه التهديدات الجوية، وصُمم أساسًا لمواجهة الصواريخ الباليستية والصواريخ الصغيرة التي تكثر في العراق.ا

ازداد انتشار الطائرات من دون طيّار في الآونة الأخيرة، وهي الأكثرُ فتكًا وتطورًا، من قِبل جهات فاعلة قويّة في كلٍّ من سوريا والعراق، كما ظهرت أدلّة مؤخرًا على أنَّ تنظيم “داعش” كان يطور طائرة من دون طيار تعمل بالطاقة النفاثة، تشبه صواريخ “كروز V-1” التي أرهبت بها ألمانيا النازية مدينة لندن بها، خلال المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.

وتكتسب الميليشيات الشيعية المدعومة من الاحتلال الإيراني في العراق وسوريا حالياً القدرة على تطوير وتشغيل طائرات مسلّحة من دون طيار، بحسب تقرير مجلة “Forbes”.

وبحسب المجلة، أعلنت إحدى الميليشيات العراقية سابقًا عن خططها لتطوير قدرتها على تصنيع مثل هذه الطائرات المسيّرةِ بشكلٍ مستقل.

وقال زعيم ميليشيا “سيد الشهداء” المدعومة من الاحتلال الإيراني، “أبو آلاء الولائي”، في مقابلة له عام 2019 ، “نحن نعمل ليلًا ونهارًا لتطوير طائراتٍ مسيّرةٍ يمكننا تركيبها معًا في غرفة المعيشة”.

ويُظهر نشر الولايات المتحدة مضادات الطيران “Avenger” في سوريا، وربّما في العراق أيضًا في المستقبل القريب، كيفية تعامل واشنطن تدريجيًا مع الطبيعة المتطوّرة للتهديد الذي يشكّله هذا الانتشار الدراماتيكي للطائرات المسلّحة من دون طيّار.

وشنّت الولايات المتحدة الأمريكية، في 26 من شباط الماضي، أولى ضرباتها العسكرية منذ تولّي “بايدن” الحكم، واستهدفت مواقع شرقي سوريا لميليشيات مدعومة من الاحتلال الإيراني، ردًا على هجمات تعرّضت لها مصالح أمريكية في العراق.

نظام “Avenger” هو نظام دفاعي قصير المدى يُحمل على مركبات “هامفي” الأمريكية المتعددة المهام، وهو مضادٌّ للأهداف الجوية المنخفضة الارتفاع، مثل المروحيات والطائرات المسيّرة والصواريخ، وصنع من قبل شركة “بوينغ”، وهي شركة أمريكية متعدّدة الجنسيات لصناعة الطائرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى