“قسد” تهدّدُ تركيا.. شرقُ الفراتِ ليس (عفرين)
حذّر القائد العام لـ “ميليشيا قسد”، مظلوم عبدي (كوباني)، تركيا من شنّ هجومٍ على منطقة تل أبيض في شرق الفرات.
وقال عبدي في مقابلة مع صحيفة “يني أوزغور بوليتيكا” الكردية التي تصدر من هولندا اليوم، السبت 20 من تموز، إنّ “تركيا تحشد قواتِها على حدود المنطقة، لكنّ شرق الفرات لا تتشابه مع عفرين”.
وأضاف عبدي أنّ عفرين وشرق الفرات منطقتان مختلفتان، و”قسد” لن تسمح بتكرارِ ما حدث في عفرين أبدًا، مشيرًا إلى أنّ “قسد” اتخذت في عفرين قرارًا استراتيجيًا، وهو حصر المعارك في عفرين وعدم توسيع رقعتها.
وكانت فصائل “الجيش الحرّ” مدعومةً من تركيا قد سيطرت، في 18 من آذار العام الماضي، على كامل مدينة عفرين.
وهدّد عبدي أنّ أيّ هجومٍ تركي على أيّ منطقة من مناطق سيطرة قواته سيتسبّب في “حربٍ كبيرة”، وسيحول المنطقة الممتدة من منبج إلى المالكية إلى جبهة معارك واسعة.
وأكّد القيادي الكردي أنّ “قسد” أخبرت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بأنّ هجومَ تركيا سيحوّل المنطقة الحدودية على امتداد 600 كيلومتر إلى ساحة حرب، وهذا يعني نشوب حرب داخلية ثانية في سوريا.
كما هدّد عبدي بسحب قوات “وحدات حماية الشعب” من الرقة ودير الزور إلى المناطق الحدودية، في حال هجوم تركيا، ما يعني توقّف الحرب ضد تنظيم “داعش” وإعطائه دفعًا لاستعادة واستجماعِ قوته.
ويأتي ذلك في ظلّ استمرار إرسال تركيا تعزيزاتٍ ضخمة إلى الحدود مع سوريا، دون معرفة الأسباب التي تقف وراء الأمر، وهل هي تمهيد لعملية عسكرية أم أنّه إجراء روتيني.
وآخر هذه القوافل كانت الاثنين 15 من تموز، إذ أرسلت قافلة مكوّنة من 15 شاحنة، وصلت إلى قضاء جيلان بينار التابع لشانلي أورفا، المحاذي للحدود السورية.
وأوضحت وكالةُ “الأناضول” أنّ القافلة العسكرية وصلت وسط تدابير أمنية مشدّدة، وتضمّنت دباباتٍ ومدافعَ وذخائرَ لأسلحة متنوعة، مشيرةً نقلًا عن مصادرَ عسكرية إلى أنّها أُرسلت بهدف دعم الوحدات العسكرية المتمركزة على الشريط الحدودي.
واستنكرت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “قسد” في شمال وشرقي سوريا التحرّكات العسكرية التركية على الحدود، داعية إلى الحوار كسبيل للحلّ ومناقشة وجهات النظر.
ونشرت “الإدارة الذاتية” بيانًا، الثلاثاء 16 من تموز، قالت فيه إنّ تركيا تسعى “إلى ضرب الاستقرار والأمان الموجود في المنطقة، كما فعلت على مدار الأزمة في سوريا”.
وأضافت أنّ التهديدات على مناطق شرق الفرات لا تزال مستمرّة، وكذلك إرسال التعزيزات العسكرية إلى الحدود في مناطق تل أبيض، و”تهديداتها لمنطقة تل رفعت التي تأوي الآلاف من المهجرين قسرًا” من منطقة عفرين.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أطلق تصريحات حول المنطقة الآمنة، في كلمة ألقاها أردوغان خلال استقباله رؤساء تحرير مؤسسات إعلامية تركية في مدينة اسطنبول، الأحد الماضي 14 من تموز.
وقال أردوغان إنّ بلاده تستعدّ لتحضيراتٍ سيتمُّ تنفيذُها في تل أبيض وتل رفعت، وناقش ذلك مع زعماء أمريكا وروسيا وألمانيا خلال مباحثات القمة العشرين في اليابان.