كاتبٌ تركيٌّ: هذهِ استراتيجيةُ روسيا الجديدةُ في التعاملِ مع “قسد”
تحدّث كاتب تركي الأحد، عن تعامل الاحتلال الروسي المتوقّع مع ميليشيا “قسد” في مناطق شرق الفرات بعد عملية “نبع السلام” التركية، خصوصاً أنّ موسكو فتحت منذ عام 2013 اتصالات مباشرة معهم.
وقال الكاتب التركي “بارجان توتار” في مقال نشرته صحيفة “صباح” وترجمته “عربي21” إنّه “بعد اتفاق سوتشي التاريخي، الذي هزّ التوازن في سوريا والمنطقة، تحوّلت كلُّ الأنظار إلى الطريقة التي سيتعامل بها الاحتلال الروسي مع قسد”.
وذكر توتار أنّ المحتل الروسي اتبع العام الماضي استراتيجية “كبرى” في تعامله مع “قسد”، ونادى بضرورة تمتع الأكراد بحقوق متساوية داخل حدود بلادهم، وطرح في الجولة الأولى من عملية أستانا، مسودة “حكم ذاتي محدود”.
وأوضح توتار أنّ مسودة المحتل الروسي تتضمّن الاستقلال الثقافي للأكراد في سوريا، في حين تنصّ على الاعتماد الكامل على نظام الأسد في المجالات السياسية الخارجية والدفاع والطاقة.
واستدرك الكاتب التركي قائلاً: لكنّ المحتل الروسي ليس بريئاً من تعامله مع “قسد”، مبيّناً أن موسكو كثّفت اتصالاتها مع الميليشيا منذ عام 2013، حينما استقبلت القيادي الكردي “صالح مسلم” أكثرَ من مرّة على أراضيها.
وأشار توتار إلى أنّ “مسلم” أعلن في عام 2015 أنّه مستعدٌ للتعاون العسكري مع المحتل الروسي، وفي عام 2016 افتتحت “قسد” مكتباً لها في موسكو، مؤكّداً أنّ النهج العام للمحتل الروسي لم يتغيّر، حتى بعد عملية “نبع السلام” التركية.
ولفت إلى أنّ وزير دفاع الاحتلال الروسي التقى أحد قيادات “قسد” قبل أربعة أيام، مضيفاً أنّ “نجاح عملية نبع السلام أجبر الكرملين على مراجعة سياساته السابقة مع حزب العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب الكردية”.
وفسر توتار ذلك بالقول إنّ “الاتفاقيات التي توصلت إليها واشنطن وروسيا حول مشروع (ممر الإرهاب) دفنت، وانتهى حلم إضفاء الطابع الرسمي تحت مسمى الحكم الذاتي”، معتقداً أنّ أولوية الاحتلال الروسي تحوّلت في الوقت الراهن إلى المحافظة على وجوده العسكري في المنطقة، بدلاً من الحفاظ على نظام الأسد.
وتابع: “موسكو تهدف حالياً لملء الشواغر الأمريكية في ميزان القوى في الشرق الأوسط، ومحاولة كسر الحصار الأمريكي على الجغرافية السياسية لأوروبا”، مشدّداً على أنّ “أضمن وسيلة لتحقيق هذه الأهداف التحالف الاستراتيجي بين تركيا وروسيا”.
وذكر توتار أنّ الورقة الكردية أصبحت الآن في يد الاحتلال الروسي، موضّحاً أنّ “قسد” أصبحت مسألة الاستحواذ عليها استراتيجية من قبل القوى العظمى.
وتوقّع الكاتب التركي أنْ يكون تعامل الاحتلال الروسي مع “قسد” بعد العملية العسكرية في منطقة شمال شرق سوريا، من خلال محاولة دمج عناصرها مع قوات الأسد، مع الحفاظ على حقوقهم الثقافية.
وأشار إلى أنّ الهدف الرئيسي لاستراتيجية الاحتلال الروسي في سوريا، يكمن في عدم فقدان الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة و”قسد”، محذّراً في الوقت ذاته من أنّ السياسة الروسية بسوريا من الممكن أنْ تؤثّر على العلاقات بين موسكو وأنقرة.