كارثةٌ جديدةٌ تواجهُ مئاتِ آلافِ اللاجئينَ السوريينَ في ألمانيا

أفاد موقع “مهاجر نيوز” أمس الخميس في تقريرٍ له بأنّ السلطات الألمانية تُجبرُ الحاصلين على الحماية الثانوية بجلبِ جوازات سفر من سفارات بلدانهم، وهذا ما قد يسبّب مشاكلَ عديدة لأولئك اللاجئين، من إمكانية ملاحقة أهاليهم أو تمويل الأنظمة التي فرّوا منها.

“لن يتمَّ تجديدُ إقامتك حتى تجلبَ جوازَ سفر من سفارة بلدك”، هذا ما قالته موظفة بدائرة الأجانب للاجئ السوري “أحمد” الذي يعيش في مدينة دوسلدورف الألمانية منذ سنتين والحاصل على الحماية الثانوية، مضيفاً بقوله: “أخبرتها أنّني لن أذهب إلى سفارة النظام الذي هربت منه، لكنّها أخبرتني أنّ هذه هي القوانين!”، ويتابع قائلاً: “أخاف أنْ يتعرّض أهلي للأذى إذا علم النظام بأنّني لاجئ في ألمانيا، من يعرف؟”.

هذه المخاوف قد يتشاركها مع “أحمد” مئاتُ آلاف اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية في ألمانيا، والذين تُلزمهم السلطات بجلب جوازات سفر أو تمديد جوازات سفرهم القديمة من أجل إصدار تصاريح إقامة جديدة لهم.

وبخلاف اللاجئين المعترف بهم وفقاً لاتفاقية جنيف، والذين يحصلون على وثيقة سفر بديلة من السلطات (تُعرف بين اللاجئين بالجواز الأزرق)، لا يحصل أصحاب الحماية الثانوية على “الجواز الأزرق”، بل تلزمهم السلطات بجلب جواز سفرٍ تصدره سلطاتُ بلدانهم الأصلية.

ووفقاً لمنظمة “برو أول”، وهي أكبرُ منظمة حقوقية مدافعة عن حقوق اللاجئين في ألمانيا، فإنّ جلب اللاجئين جوازات سفرٍ من سفارات بلدانهم التي فرّوا منها، لا يعرّض أهاليهم للخطر فحسب، بل يساهم أيضاً في تمويل “الأنظمة القمعية” التي فرّوا منها.

ويكلّف الحصول على جواز سفرٍ سوري من سفارة نظام الأسد في برلين 270 يورو “وفْقَ نظام الدور”، ولأنّ هذه الطريقة تستغرق مدّة طويلة، يضطر كثيرون إلى طلب “جواز سفر مستعجل” وهو ما يكلف أكثرَ من 700 يورو، وهذا ما يعني أنّ نظام الأسد قد يحصل على ملايين اليوروهات من إصدار جوازات للسوريين الحاصلين على الحماية الثانوية في ألمانيا، والذين يصل عددُهم إلى 150 ألفَ شخصٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى