كندا تطلبُ التحقيقَ في تعيينِ قنصلٍ جديدٍ مؤيّدٍ لنظامِ الأسدِ
أعلنت وزيرة الخارجية الكندية، “كريستيا فريلاند”، أمس الثلاثاء 24 من أيلول، أنّها طلبت التحقيق بشأن موافقة المسؤولين في إدارة الشؤون الدولية الكندية على تعيين القنصل السوري الفخري الجديد “وسيم الرملي”، بعد تعبيرها عن “صدمتها” من تصريحاته المؤيدة لنظام الأسد.
وكان الرملي، الذي رُشح لنيل منصب القنصل الفخري بداية الصيف ووافقت عليه إدارة الشؤون العالمية الكندية الشهر الماضي، قد أجرى مقابلة مع مجلة “Maclean’s” الكندية عبّر فيها عن تأييده لنظام الأسد ورأس النظام، ووصف الدفاع المدني السوري المعروف باسم “الخوذ البيضاء” بـ “المنظمة الإرهابية” الداعمة للقاعدة.
وقالت “فريلاند” عبر حسابها على “تويتر إنّها لم تكن على علم بتعيين الرملي في منصبه.
وسيم الرملي رجل أعمال معروف في كندا، ولد في الكويت ويملك مطعم “كوكتيل هاواي” في مونتريال.
وأثار تعيين “الرملي” قنصلاً فخرياً حفيظة مجموعة من السوريين المطّلعين على حقيقة الرجل وتشبيحه العلني لنظام الأسد، سواء عبر تردّده على سورية واجتماعه بكبار مسؤولي نظام الأسد وفي مقدمتهم رأس النظام، أو لناحية ما ينشره على صفحته الشخصية، ومنها صورة له باللباس العسكري وبجانبه سيارة ضخمة تحمل علم نظام الأسد، مع تعليق يقول: “حتى ما يتغيّر على شبابنا بالغربة، حطينا حاجز طيار بمونتريال”.
ولم يخف “الرملي” يوماً حقيقة آرائه بالمنظمات التي تساعد الشعب السوري على مواجهة إجرام نظام الأسد، ومن بينها الدفاع المدني السوري، التي وصفها بأنّها “منظمة إرهابية”، كما هاجم “الجمعية الطبية السورية الأمريكية ( سامز)” في توافق مع توجهات ودعاية نظام الأسد.
وزعم “الرملي” الذي لديه صور مع رأس نظام الأسد، ومع رئيس وزراء كندا “جاستن ترودو” أيضاً، أنّه سيتعامل مع جميع السوريين المستفيدين من خدمة القنصلية في مونتريال “دون تمييز”، بينما يتّهمه مطّلعون على نشاطاته في كندا بالتجسس على السوريين ورفع التقارير والصور إلى مخابرات نظام الأسد بشأنهم، لاسيما أولئك الذين يخرجون في مظاهرات للاحتجاج على انتهاكات الأسد والمطالبة بوقف مجازره.
الرملي قال إنّه يقوم بجمع التبرعات للإغاثة في سوريا أيضًا، مع ارتباطه بمنظمة “البيت السوري في كندا”، المؤيدة لنظام الأسد، والتي جمعت أموالًا لصندوق التنمية السوري، وارتبطت بفضيحة منذ ثلاثة أعوام تتضمّن تحويل نحو مليار دولار من المساعدات الإنسانية إلى عمليات يتحكّم بها نظام الأسد.
ويفترض أنْ يتولى الرملي منصبه بداية شهر تشرين الأول المقبل، ليدير شؤون السوريين في شرقي كندا وأغلب الولايات المتحدة، إلى جانب عمل القنصلية الفخرية الأخرى العاملة في فانكوفر.
تشمل مهام القنصلية الفخرية استلام طلبات تجديد جوازات السفر وتوكيل المحامين في سورية وإجراء الحوالات لأفراد العائلة، والحصول على وثائق مثل شهادات الولادة والوثائق الجامعية.
وكانت كندا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد وأغلقت سفارته في “تورانتو”، منذ أيار عام 2012 بعد مجزرة “الحولة”، التي قتلت خلالها قوات الأسد أكثر من 100 مدني جلُّهم من النساء والأطفال.