لأوّل مرّة المعارك تعود إلى مدينة داعل بريف درعا إثر انتهاء مهلة التسوية الثانية
انتهت يوم الاثنين الفائت ما يسمى بـ”المهلة” الثانية المتعلقة بالجنوب السوري والمخصْصة لالتحاق المنشقّين والمتخلّفين عن الخدمة العسكرية بقوات الأسد، فاتحة بذلك أبواباً كثيرة من التكهنات بمصير عشرات آلاف الشبان الرافضين أساساً الانضمام إلى قوات قتّلت وهجرت أهاليهم.
وقبل ساعات قليلة من إيذان انتهاء “المهلة” جرت اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الأسد في مدينة “داعل”، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من قوات الأسد، وأفادت مصادر من داخل المدينة بأنّ مسلحين شنّوا هجوماً عنيفاً على مقر الفرقة الحزبية ومديرية الناحية التي يتمركز فيها عناصر من المخابرات الجوية ومن الميليشيات الطائفية الموالية للاحتلال الإيراني.
وجاء الهجوم بعد أقل من 72 ساعة من هجوم مماثل طال بالإضافة للمواقع المذكورة حاجز التابلين الواقع بين مدينتي “طفس و داعل”.
في سياق متصل أطلق ناشطون هاشتاغ (#عصيان_درعا)، داعين شبان الجنوب لعدم الالتحاق بقوات الأسد وألا يكونوا عوناً لنظام الأسد والاحتلال الروسي في حربهم على السوريين بإدلب وريف حماة الشمالي.
وفيما يتعلق بـ”المهل” أو “المصالحات” أكّد باحث سياسي على أنّ نظام الأسد “لا يؤمن بشيء اسمه مصالحات أو تسويات، فهو لا يعرف إلا لغة القتل والسلاح”.
وأضاف إنّ الوضع الأمني والميداني في الجنوب على وشك الانفجار، لأنّ نظام الأسد لم يلتزم باتفاق التسوية الموقّع بين قادة الفصائل والاحتلال الروسي التي تعهدت بتطبيقه وعدم خرقه، إلا أنّ سياسة الاعتقال والقتل تحت التعذيب وخارج القانون مستمرة.
واعتبر الباحث أنّ أكثر الأسباب التي ترجّح حدوث انفجار شعبي في الجنوب هي إطلاق يد ميليشيات الاحتلال الإيراني الطائفية لنشر التشيع في أوساط الشبان، وتجاهل الوعود بإطلاق سراح المعتقلين منذ سنين في سجون نظام الأسد، وعدم العمل على إنهاء المظاهر العسكرية المتمثلة بالحواجز العسكرية التي باتت تقطع أوصال المحافظة.
ولفت إلى أنّ نظام الأسد يتبع سياسة عقابية ضد أهالي الجنوب، حيث يتعمّد تخفيض مستلزمات المحافظة المعيشية، وعرقلة إجراءات سكانها الإدارية في الدوائر والمؤسسات التابعة له.
وأكّد الباحث السياسي على أنّ نواة المقاومة ما تزال موجودة في كلّ بلدة وقرية من حوران، فـ”الهجمات التي طالت عشرات المواقع لقوات الأسد أكبر دليل على وجود الجمر تحت الرماد والذي سيحرق كلّ شيء على صلة بنظام الأسد.