لهذا السببِ اعتقلَ نظامُ الأسدِ مدرّسَ الرياضياتِ في اللاذقيةِ

يستمر نظام الأسد بقمع كافة الأصوات التي تنتقد سياساته المحلية، وبرزت قضية اعتقال مدرّس الرياضيات أحمد سليمان، من منزله في اللاذقية قبل أيام، بسبب منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، كمثال جديد على تلك السياسة التي أفرغت البلاد من أيّ أصوات منتقدة تقريباً.

وبحسب مواقع موالية لنظام الأسد، اعتقلت أجهزة نظام الأسد الأمنية، سليمان من منزله، الخميس الماضي، من دون إبراز أيِّ مذكّرة توقيف أو توجيه تهمٍ واضحة له. وفي وقتٍ لاحقٍ عاد العناصر وأخذوا الكومبيوتر الشخصي له.

ومن المرجح أنْ يكون سبب اعتقال سليمان (65 عاماً)، المشهور بكتابة منشورات تستهدف الفساد المستشري في مناطق سيطرة نظام الأسد، منشوره الأخير الذي دعا فيه إلى الاستغناء عن عدد من الوزارات ودمج بعضها، وتوفير الفائض من الأموال لدعم الليرة السورية التي تراجع سعر صرفها مؤخّراً أمام الدولار بطريقة غير مسبوقة وصلت إلى 750 ليرة للدولار الواحد، في وقت يروّج فيه إعلام نظام الأسد إلى رواية أنّ العقوبات والمؤامرة الكونية على البلاد، هي سبب تراجع صرف الليرة.

ورجّحت حسابات معارضة متخصصة في متابعة شؤون المعتقلين والمختفين قسرياً في البلاد، أنْ يكونَ سبب الاعتقال هو منشورات سابقة لسليمان تحدّث فيها عن وزارة الأوقاف في حكومة نظام الأسد وانتشار سياسة التشييع من قبل ميليشيات الاحتلال الإيراني في البلاد، ما يعتبر واحداً من المحظورات التي يحرّم نظام الأسد الحديث عنها.

وتذكّر حادثة الاعتقال هذه، باعتقال الناشط البارز “نبيه نبهان”، من محافظة طرطوس، في وقت سابق من العام الجاري، والذي أطلق سراحه في شهر آب الماضي، ما أثار حينها غضباً في أوساط الموالين لنظام الأسد.

وكثّف نظام الأسد خلال العامين الأخيرين تضييقه على حرية التعبير في البلاد، وحصل ذلك تدريجياً، فصدرت قوانين صارمة للجريمة الإلكترونية، وفُرضت قيود مشدّدة على النشاط في مواقع التواصل الاجتماعي، وألغت ظاهرة المراسلين الحربيين والعسكريين، واعتُقل بعض الناشطين الموالين، مثل وسام الطير صاحب شبكة “دمشق الآن”، وأُسكت ناشطون آخرون بالتهديد. وطال القمع أسماء ذات شهرة واسعة لدى الموالين لنظام السد، مثل مراسل التلفزيون السوري في حلب شادي حلوة، وفنانين مثل شكران مرتجى وأيمن زيدان وأمل عرفة وعابد فهد، من الذين خالفوا سردية نظام الأسد بطريقة أو بأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى