مأساةٌ تتكرّرُ مع كلِّ شتاءٍ في المخيماتِ.. وفاةُ 3 أشقاءَ اختناقاً

شهدت مناطقُ شمال غرب سوريا اليومَ الاثنين حادثةً مؤلمة، حيث فقدت عائلةٌ ثلاثةً من أطفالها نتيجةَ غيابِ مقوّمات الحياة في مخيّمات التهجير في المنطقة.

وأفادت مؤسسةُ الدفاع المدني السوري بوفاة 3 أشقاء (طفلين وشابٍ)، اختناقاً بانبعاثات مدفأة الفحم، داخل خيمتِهم في مخيم “مطوع 1” ضمن مخيّمات أطمة شمالي إدلب، صباحَ اليوم الاثنين 15 كانون الثاني.

وأصيب رجلٌ وزوجتُه بحالة اختناق إثرَ حريقٍ اندلعَ بسبب المدفأة في خيمة بمخيم بسقلا للمهجّرين في بلدة بابسقا شمالي إدلب، أمس الأحد، كما أصيبت طفلةٌ 13 عاماً بحالة اختناق حادٍّ بسبب تسرّبٍ للغاز المنزلي في منزلها بقرية بليون جنوبي إدلب في ذات اليوم.

ولفت الدفاعُ المدني إلى أنَّ مناطقَ شمال غربي سوريا شهدت عدّةَ حالاتٍ مشابهة بالإصابة بحالات الاختناق جرّاءَ انبعاثات أدخنة المدافئ أو تسرّبِ الغاز المستخدَم داخل الحمامات وفي بعض الأحيان تشغيلُ الدراجات النارية داخل الخيام لاستخدام بطاريةِ الدراجة للإنارة.

وتعود أسبابُ زيادةِ حالات الاختناق بانبعاثات الأدخنةِ الضارة، وِفقَ المؤسسة، لضعف الأحوال المعيشية والنقصِ الكبير في مقوّمات الحياة في شمال غربي سوريا التي فرضتها حالةُ استمرار حرب نظام الأسد وروسيا على المدنيين ومصادرِ رزقهم وصعوبة العيش في مخيّمات التهجير حيث تضطر مئاتُ آلاف العائلات لاستخدام موادَّ غيرِ آمنة وغيرِ صحيّة لتوفير الدفء لأطفالهم بسبب ضعفِ الأحوال المعيشية للكثير منهم.

وتكثر أنواعُ موادّ التدفئة التي يضطر الأهالي لاستخدامها بسبب ضعفِ الأحوال المعيشيّة رغم آثارها الصحية الخطرة، حيث يتمُّ استخدامُ نوعٍ من مادة المازوت غير منقى ويحتوي على مواد نفطية أخرى سريعةِ الاشتعال ويتمُّ استخدامُه بسبب سعرِه المخفّض عن غيره من أنواع المازوت الأقلِّ خطراً.

كما يضطر الأهالي لاستخدام قطعِ البلاستيك المكسر والأحذيةِ المستعملة في التدفئة رغمَ خطورةِ انبعاثاته، وأيضاً موادّ الفحم الحجري الذي يعدُّ من أخطر أنواعِ مواد التدفئة بسبب انبعاثاته الغازية الخارشةِ للجهاز التنفسي ويتمُّ استخدامه أيضاً بسبب انخفاضِ سعره مقابلَ مواد التدفئة الأخرى.

وأوضحت المؤسسة أنَّ فرقَها استجابت منذ بداية العام الحالي 2024 لأكثرَ من 50 حريقاً في مناطق شمال غربي سوريا، أغلبُ هذه الحرائق بسبب المدافئ، وتسبّبت هذه الحرائق بإصابة 7 مدنيين بحروق وحالاتِ اختناق بينهم طفلان وامرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى