ما هو الدورُ الروسي المحتملُ في هجماتِ أرمينيا ضدَّ أذربيجان وما علاقةُ تركيا؟

وقوفاً على المواجهات التي تجدّدت بين الجيشين الأذربيجاني والأرميني صباح الخميس الماضي على الحدود الشمالية للبلدين بعد هدنة استمرت يومًا واحدًا فقط، نشرَ موقع “صوت أمريكا” تقريرًا عن هذه الاشتباكات الحدودية ومدى تأثيرها في تعميق الخلاف بين أنقرة وموسكو.

وأشار تقرير “صوت أمريكا” أنّ موسكو ربّما هي من دفعت أرمينيا إلى شنّ الهجوم على أذربيجان وذلك لمنع تركيا من استيراد الغاز الآذري والاستمرار في شراء الغاز الروسي.

وكانت تركيا قد أكّدت على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان أنّها لن تتردد ابدًا في الوقوف ضدّ أي هجوم على حقوق وأراضي أذربيجان، مشيرا أنّ هذا ليس خرقًا وصراعًا حدودياً، لكنّه هجوم متعمّد على أذربيجان، وسرعان ما اتهمت وسائل الإعلام التركية موسكو بتشجيع أرمينيا على شنّ هجوم على أذربيجان.

وردّت موسكو برفض هذه الاتهامات، إذ دعا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجانبين إلى ضبط النفس.

وقال زاور جاسيموف الخبير الروسي في جامعة بون: “أرمينيا وأذربيجان تواجهان تحدّياً أنْ تصبحا الحلقة التالية بعد سوريا وليبيا، الجيش الروسي منتشر بالفعل في المنطقة”

وأضاف جاسيموف “إنّ تركيا هي اللاعب الوحيد في منطقة القوقاز التي تمثل إلى حدّ ما القيم والمصالح الغربية، ويمكن أنْ تمنع هيمنة روسيا وإيران”

ولفت الخبير الروسي إلى أنّ وقوع الاشتباكات في منطقة توفوز النائية في أذربيجان يدعو للدهشة، لأنّ القتال بين البلدين عادة ما يقع في ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها.

و تقع منطقة توفوز بالقرب من خط أنابيب جنوب القوقاز في أذربيجان الذي ينقل الغاز الطبيعي إلى خط أنابيب تاناب في تركيا، وهو مكوّن رئيسي في جهود أنقرة لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية.

وقال جاسيموف “تركيا تحاول الآن تقليل وارداتها من روسيا فالغاز الآذري يمر عبر خط أنابيب (تاناب) وهو أرخص من الغاز الروسي الذي تشتريه تركيا”

وتعتمد تركيا على الاستيراد في تأمين 98٪ من احتياجاتها من الغاز و 92٪ من احتياجاتها النفطية فهي إنّها قضية أمن قومي.

وتعدّ أذربيجان من كبار موردي النفط إلى الاتحاد الأوروبي، وهي أكبر مستثمر أجنبي في تركيا، ويمكن أنْ تتعمّق الشراكة الأذرية التركية بشكلٍ أكبر َمع ظهور فرصة جديدة في عام 2021، عندما تكون صفقة الغاز الرئيسية بين تركيا وروسيا في انتظار التجديد.

ومع انتهاء العقد، ستغتنم تركيا هذه الفرصة لإعادة موازنة علاقات الطاقة مع روسيا

ويشير الموقع إلى أنّ القادة الروس يشعرون بالقلق من أنّ بلادهم قد تفقد مكانتها في سوق الطاقة في تركيا.

وقال جاسيموف “انتهت المحادثات الروسية التركية في نيسان/ أبريل بشأن أسعار الغاز من دون نجاح ومن المقرّر أنْ تصبح أذربيجان وإيران وقطر من أبرز مزوّدي تركيا بالغاز مثل روسيا.

ويرى محلّلون أنّ جهود أنقرة في تنويع وارداتها من الطاقة يتوافق إيجابيًا مع الإدارة الأمريكية التي تضغط بشكلٍ مكثّفٍ على حلفائها الأوروبيين لتقليص التعاون في مجال الطاقة مع روسيا في إطار جهود إدارة ترامب لكبح النفوذ الاقتصادي للكرملين على أوروبا.

كما تهدّد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على خط أنابيب “نورد ستريم 2” الروسي الذي يخدم ألمانيا والسيل التركي الذي افتتحه في كانون الثاني/يناير الرئيس أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويقول مسؤولو الإدارة الأمريكية إنّ خطي الأنابيب ينتهكان قانون مواجهة خصوم أمريكا من خلال العقوبات لعام 2017

ويتزامن الخلاف بين تركيا وروسيا مع تقارب بين أنقرة وواشنطن، لكنّ المحلّلين لا يسارعون إلى إعلان إنهاء الشراكة الروسية التركية.

ووفْق محللين بينما تسعى أنقرة إلى تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، يدرك كلٌّ من أردوغان وبوتين الاعتماد المتبادل بين البلدين العلاقات التركية الروسية لا تعتمد فقط على الغاز الروسي بل هي حزمة من المصالح المشتركة، روسيا تبني محطة للطاقة النووية في تركيا، هناك مشكلة أمنية في سوريا وهناك صادرات البناء التركية إلى روسيا والسياح الروس القادمون إلى تركية.

كما يرى بعضُ المراقبين أنّ من المرجّح أنْ تتجنب موسكو قطْعَ العلاقات مع أنقرة وحذّروا من أنّ التوترات الأخيرة في القوقاز قد تكون رسالة لتركيا بأنّ هناك تكلفة لإعادة موازنة العلاقات مع روسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى