ما وراءَ تكثيفُ تنظيمِ داعشٍ هجماتِه في الباديةِ السوريةِ؟

توقّع مركز جسور للدراسات أنْ يستمرَّ تنظيمُ “داعش” وعلى شكل متصاعدٍ بشنّ الهجمات ضدّ مواقعِ قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في البادية السورية.

وقال المركز في تقرير، إنَّ “داعش” بدأ مع دخولِ عام 2024 سلسلة جديدة من الهجماتِ المتوازيةِ ضدّ مواقعِ قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في البادية، حيث قامت مجموعاتٌ تابعةٌ له بتنفيذ ما لا يقلّ عن 7 هجماتٍ في غضون 3 أيام فقط،  مما أدّى إلى مقتل وإصابة العشرات. 

وأوضح تقريرُ المركز أنَّ مجموعةً من التنظيم هاجمت في الأول من كانون الثاني تجمُّعاً لميليشيا القاطرجي في حقلِ  نفطِ الخراطة/ بئر قصيبة، والمزرعة/ جنوبَ دير الزور، مما أدّى لمقتل 6 عناصرَ وإصابة 4 آخرين وإحراقِ صهريجين.

في الوقت ذاته نفّذت مجموعةٌ أخرى من التنظيم هجوماً على حاجزٍ لميليشيا لواء القدس على الطريق الرابطِ بين الشولا وكُباجب غربي دير الزور، مما أدّى لمقتل 3 عناصرَ على الأقلّ.

وفي اليوم التالي، هاجمت مجموعتان للتنظيم حاجزينِ تابعينِ للفرقة 17 في قوات الأسد على الطريق الرابط بين معدان جنوبَ الرقة والشولا غربي دير الزور (منطقة الشيحا)، مما أدّى إلى مقتلِ 9 عناصر وإصابةِ 20 آخرين، والانسحابِ من الحاجزين تجاه الطبقة من جهة والسخنة من جهة أخرى، إضافةً إلى تدمير 3 سيارات عسكرية، فضلاً عن إعطاب سيارةٍ والاستيلاءِ على أخرى كانت تقلّ عناصرَ مؤازرةٍ قادمين إلى الحاجز ذاته. 

وجاءت هذه الهجماتُ بعد مقتلِ 7 عناصرَ من قوات الأسد وإصابة 10 آخرين إثرَ استهدافِ حافلةٍ كانت تقلّهم قربَ مدينة تدمر في ريف حمص أواخر كانون الأول 2023، والتي سبقها هجومٌ على جنوب الرقّة في 8 تشرين الثاني مما أسفرَ عن مقتل 30 عنصراً على الأقلّ. 

ولفت تقريرُ المركز إلى أنَّ هجماتِ التنظيم مع بداية عام 2024  تبدو امتداداً للعمليات التي ينفّذها منذ نهايةِ عام 2023، في استمرار لإستراتيجيته الهادفة للتحكُّم بطرق الباديةِ واستنزافِ الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد، حيث تعتمدُ الخلايا التابعةُ له على انتهاز جميعِ الظروف المتاحة والتنسيق المستمرِّ لشنّ هجماتٍ متوازية في المنطقة المستهدفة.  

وتوقّع أنْ تتّجه هجماتُ التنظيم في الفترة المقبلةِ إلى استهداف متصاعدٍ للحواجز العسكرية لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية بغرضِ التموُّلِ منها عَبْر الاستيلاءِ على الآليات والذخائر والأسلحة، وبغرض دفعِ تلك الحواجز للانسحاب من المنطقة عَبْر تركيزِ الهجماتِ واستمرارها عليها.

ونتيجةً لذلك، يسعى التنظيمُ للتحكُّم شِبه المطلَق بعقد التواصلِ في البادية ثمَّ التهيُّؤ للمرحلة التالية القائمةِ على إعادة التموضع والانتشارِ وتنفيذِ هجمات ضدّ مدنٍ مركزية في المنطقة مثل السخنة، وِفقَ مركزِ جسور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى