مجموعةٌ دوليّةٌ: التطبيعُ العربيُّ مع نظامِ الأسدِ لن يقلّصَ العقوباتِ الغربيةَ

قالت “مجموعةُ الأزمات الدوليّة”، إنَّ نظامَ الأسد سيكون مخطئاً إذا اعتقد بأنَّ التقاربَ معه سيقلّصُ العقوباتِ الغربيةَ ويسمح للدول الخليجيّةِ بالاستثمار لأجل إعادة إعمار سوريا.

جاء ذلك في ورقة بحثيّةٍ لمجموعة الأزماتِ، كتبها الباحثان دارين خليفة وجوست هيلترمان، أشارا خلالها إلى أنَّه لا يمكن لرأس نظام الأسد أنْ يتوقّع الحصولَ على فائدة حقيقيّة من الدول العربية بعد التطبيع، وذلك لأنَّ التطبيعَ العربي دفعَ الدولَ الغربية لتشديد العقوبات.

ولفتت الورقةُ إلى أنَّ الدول الخليجيّة لن ترغبَ في إنفاقِ مبالغَ كبيرةٍ لدعم نظام الأسد، لأنَّ سوريا بعيدةٌ كلّ البعدِ عن أولوياتها وهي تقدّمُ عوائدَ ضعيفةً في الاستثمار، كما لم تأملِ الدولُ العربية بالتنافس مع إيران في سوريا، لأنَّ العقوباتِ الغربيةَ تحدُّ من المكاسب الاقتصاديّةِ المحتملةِ، فيما تفرض العقوباتُ الأمريكية حواجزَ قانونيّةً كبيرة وتكاليفَ سياسية.

واعتبرت الورقةُ البحثيّةُ أنْ ضخَّ الأموالِ في سوريا مثلُ “النفخ في قربةٍ مثقوبةٍ”، مؤكّدةً أنَّ الدول العربية لا يمكنها مساعدة نظام الأسد في استعادةِ شرقَ الفرات والشمال السوري، ويُعدُّ ذلك الشغل الشاغل للنظام بعد العقوباتِ التي تعرقل انتعاشه الاقتصادي.

وبيّنت أنَّ المناطقَ الخارجة عن سيطرة نظامِ الأسد بحدودها الطويلة مع العراق وتركيا، تستحوذُ على معظم المواردِ الطبيعيّة لسوريا (النفط والمياه والقمح)، بالإضافة إلى ملايين النازحين وآلافِ المقاتلين من مختلف الأطياف.

ونوّهت إلى أنَّ المبادرة العربية لن تفعلَ الكثيرَ لتغيير المعادلة الجيوسياسية في سوريا، معتبرةً أنَّ ضمَّ نظامِ الأسد للجامعة العربية دون تنازلٍ منه، قوّض إمكانيةَ وجود عمليةِ تفاوضٍ منسّقةٍ.

كذلك يخشى ملايينُ اللاجئين السوريين من أنَّ تطبيعَ الدول العربية مع الأسد كان على حسابهم وسيُعادون قسراً إليه، لا سيما من لبنان والأردن وقد يواجهون خطرَ الاعتقال أو الموتِ من نظام انتقامي، وِفق الورقة.

وختم الباحثان ورقتهما بالقول، إنَّه بينما تُظهر موجةُ التطبيع فعاليةً استراتيجية إبقاء نظام الأسد، فإنَّ قاعدةَ دعمِه الضيّقة وسيطرتِه غيرِ المكتملة على سوريا والبيئةَ الجيوسياسية غيرُ المستقرّة تشير إلى أنّه لن يكونَ في أيّ وقتٍ قريب إنهاءٌ تفاوضيٌّ للحرب أو إعادةُ تأهيل حقيقيّة للنظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى