محكمةٌ شعبيّةٌ في لاهاي لبحثِ قضايا صحفيينَ قُتلوا في سجونِ الأسدِ
شهدت مدينة لاهاي الهولندية، افتتاحَ “محكمةٍ شعبيّةٍ” مؤلّفة من حقوقيين دوليين تستعدُّ لعقد جلساتها على مدى ستّةِ أشهر وستنظر في ثلاث قضايا بارزةٍ تتعلّق بصحفيينَ.
حيث ستبدأ بقضايا مقتلِ كلٍّ من الصحفيين “لاسانثا ويكراماتونغي في سريلانكا في عام 2009، وميغيل أنخل لوبيز فيلاسكو في المكسيك في عام 2011، ونبيل شربجي في معتقلاتِ الأسد عام 2015”.
والغايةُ من المحاكم الشعبية مساءلةُ الدولِ عن انتهاكات القانون الدولي، عبرَ العمل على تشكيل الوعي العام، وإعدادِ سجل قانوني بالأدلّة، وأداءِ دور مهمٍّ على صعيد تمكين الضحايا وتسجيل قصصهم.
وستتّخذ المحكمةُ شكلَ جمعية تداولية تندّد شخصياتها من خلال القانون بممارسات ارتكبت بحقِّ صحافيين تعتبر أنَّها تستحقُّ الشجب، خصوصاً بنظر القانون الدولي.
ومن بين الشهود الرئيسيين الذين سيدلونَ بإفاداتِهم الجامعية خديجة جنكيز، خطيبةُ الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في العام 2018، والصحافي ماثيو كاروانا غاليسيا، نجلُ الصحافية المالطية دافني غاليسيا التي اغتيلت في عام 2017، والفيليبينية ماريا ريسا الحائزةُ على جائزة نوبل للسلام.
وخلال مؤتمرٍ صحافي عقدته يوم الإثنين في لاهاي قالت جنكيز إنَّ “الصحافيين كانوا في السابق يُستهدفون من قِبل أفراد، لكنّهم باتوا حالياً يُستهدفون من قِبل حكومات”.
حيث تشارك جنكيز في “محكمة شعبية” تُقام في كنيسة تعود للقرن السابع عشر في لاهاي “لتذكير العالم بما حلّ بجمال ولمَ لمْ نحصلْ إلى الآن على العدالة”.
يذكر أنَّ أكثرَ من 1400 صحافي، قُتل عام 1992 وفي ثمانين بالمئة من الحالات التي تعرّض فيها صحافيون للاغتيال لم يُلقَ القبضُ على المجرمين، وفقَ منظّمةِ “مراسلون بلا حدود”.
والجدير بالذكر أن نظام ألأسد اعتقل “شربجي” في السادس عشر من شهر آذار 2011، وأفرج عنه بعد 17 يوماً، لكنه عاود اعتقاله في السادس والعشرين من شهر شباط 2012 من نقطة تفتيش تابعة لقواته في حي الثورة بمدينة دريا، لتتلقي عائلة في 27 كانون الأول 2016، أنباء تتحدث عن مقتله تحت التعذيب منذ الثالث من أيار 2015، وفقاً لبيان أصدرته “رابطة الصحافيين السوريين” حينها.