محلّلونَ يربطونَ التصعيدَ الروسيَّ شمالَ سوريا باللقاءِ المرتقبِ بينَ أردوغان وبوتين
ربطَ محلّلونَ بين التصعيد العسكري الروسي في شمال غرب سوريا وبينَ اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيسَ التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وخاصةً أنَّ المرحلةَ السابقةَ شهدت خلافاتٍ بين أنقرة وموسكو في أكثرَ من ملفّ، منها شحنُ الحبوب الأوكرانية عبرَ البحر الأسود وعلاقةُ تركيا بأوكرانيا.
ويشهد الشمال السوري تصعيداً متزايداً من جانب الطائراتِ الروسية وصواريخَ ومدفعية قوات الأسد، حيث استهدفت طائراتٌ روسية السبتَ أطرافَ مدينة إدلبَ الغربية، موقعةً شهداءَ وجرحى، والأحد استهدفت قوات الأسد ريفَ إدلب، بالقذائف المدفعية والصاروخية ما خلّفَ إصابات وأضراراً بالغة.
الكاتب والمحلّلُ السياسي التركي عبدُ الله سليمان أوغلو، قال “عوّدتنا روسيا على التصعيد قبل أيّ حدثٍ دولي، وذلك بهدف تذكير الطرفِ المقابلِ بأنَّها ما زالت متفوّقةً عسكرياً، وأنَّها قادرةٌ على حسم الأمور لصالحها في حال حدوث أي مواجهة”.
وأضاف لموقع”عربي21″ “ربّما من هذا الباب تريد روسيا تذكيرَ تركيا بقوة حضورها العسكري في سوريا، وقدرتِها على خلطِ وتغييرِ الوضع الميداني في سوريا”.
وأشارَ الكاتب إلى التطوّرات في أوكرانيا وروسيا، وقال: “في الفترة الأخيرة تكرّرت الهجمات بـ”المسيّرات” في العمق الروسي، وقد يكون التصعيدُ في سوريا من جانب روسيا بهدف توجيه الأنظار إلى الملفِّ السوري”.
من جانب آخر، أشار أوغلو إلى الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تسود سوريا، وقال، “قد يكون التصعيدُ بهدف تصديرِ الأزمة للخارج، وتخويفِ السوريين من خطر الإرهاب”.
من جهته، يرى المحلّل والخبير العسكري العميدُ أحمد رحال، أنًّ “روسيا تريد القول لكلِّ الأطراف الموجودة في سوريا، أنَّها ليست ضعيفةً وأنَّ خوضَها الحربَ في أوكرانيا لن يشغلَها عن مهامها في سوريا”.
وأوضح رحال أنَّ روسيا أجرت مناوراتٍ في حماة، وصعّدت في إدلب، وعزّزت من انتشارها بالتنسيق مع إيران في شرق سوريا بمواجهة التحركاتِ والتعزيزات العسكرية الأمريكية هناك، مبيّناً، “أنٍَ موسكو تريد القولَ إنَّ صوتَها الأقوى في كلّ سوريا”.
كما أشارَ رحال إلى تعرّض قاعدة حميميم الروسية ومناطقَ قريبة منها إلى هجمات بالمسيّرات، وقال: إنَّ روسيا تزعم أنَّ قصف إدلب يأتي ضمن حقِّ الرد”.
أما المحلّل العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد حمادة فقال، “لا مبرّر عسكرياً للتصعيد، وهدفُ موسكو الضغطُ على سكان الشمال السوري، وتركيا، قبلَ القمّة التركية-الروسية المرتقبة”.
وأوضح أنَّ روسيا دأبت على التصعيد قبلَ أيّ اجتماعَ بموجب مسار أستانا، وقبلَ كلّ لقاءٍ سياسي مع تركيا، للقبول بما ستطرحه، وخاصةً أنَّ روسيا تتّهم تركيا بعدم الوفاء بتعهّداتها في الشمال السوري، وتختلق الذرائعَ بشكلٍ دائم.
وكان أردوغان قد أعلن عن اتفاقه مع نظيره بوتين عن زيارة الأخير لتركيا، بهدف تعزيزِ التعاون وتقويةِ العلاقات بين البلدين، وذلك خلال اتصالٍ هاتفي بينهما، ولم يحدّدْ الرئيس التركي موعدَ الزيارة بدقّةٍ قائلاً، “أعتقد أنَّ الزيارةَ ستتمُّ خلالَ آب الحالي”.