مخيماتُ أطمةَ في إدلبَ تعاني من نقصِ حليبِ الأطفالِ
تحت الخيمة البيضاء التي باتت قدراً على ملايين النازحين في الشمال السوري تجتمع عائلة أبي محمد النازح من ريف حماة، حيث تمضي أم محمد وقتها برعاية طفليها التوأم الذي لم تتجاوزْ أعمارهم عشرة أشهر، تارة تحضّر لهم الحليب الذي بات عبءاً كبيراً على والدهم وتارة أخرى تحضّر لهم النشاء لإسكاتهم.
“قالت أم محمد: حياتنا صارت صعبة ما عاد نستطيع نشتري حليب لولادي لأنّه غالي كثير، وجوزي الله يساعده عم يشتغل عامل” بهذه الكلمات تحاول أم محمد أنْ تعبّر عما يؤرّقها وزوجها بعد أنْ بات همُّهم اليومي تأمين علبة الحليب لأطفالها الرضع.
أضافت أمُّ محمد بأنّ عدّة منظمات كانت توزّع مادة الحليب في مخيمات أطمة إلا أنّه منذ حوالي ثلاث سنوات توقّف ذلك دون معرفتها بالأسباب.
كما أكّدت أمُّ محمد بأنّ طفليها يحتاج كلُّ واحد منهم لعبوة حليب وزن ٤٠٠ غ كلَّ ثلاثة أيام، ثمن العبوة الواحدة ٤٢٠٠ ل س يتغيّر سعرها حسب الدولار، كما أنّ هناك نوعيات أغلى بكثير إلا أنّهم يلجؤون للأقلّ ثمناً.
أم أحمد من ريف حماة ولديها ستة أطفال أصغرهم طفلة رضيعة عمرها أربعة أشهر ونصف أضناها تأمينُ الحليب لطفلتها التي تستهلك عبوةً كلّ ٤ أيام.
وقالت أم أحمد بأنّهم يؤمّنون الحليب لطفلتها مما يوفّرونه من السلة الإغاثية التي يحصلون عليها شهرياً إلا أنّها تعتبر أنّ مصروف الحليب كبيرٌ جداً عليهم ويؤرّقهم ويأملون بأنْ تعودَ المنظمات لتوفيره للنازحين.
وأكّدت أمُّ محمد أنّ لديهم تواصلاً مع أبي يحيى منسّق العيادة المتنقّلة في هيئة ساعد الخيرية وقالت: إنّ أبا يحيى أرجع سببَ قلّة توزيع الحليب حسب تعبيره لعدّة أسباب، أهمها غلاء سعر عبوة الحليب حيث يتجاوز سعر علبة الحليب الجيدة في السوق المحلية 3.5 دولار، وعدم قدرة المنظمات على تغطية الحاجة الكبيرة له بسبب الحاجة الكبيرة وقلّة الدعم.
في الوقت ذاته هناك اعداد كبيرة جداً من الأطفال هم بحاجة الحليب وخاصة الذين يعانون من سوء التغذية بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال في مخيمات الشمال السوري، حيث ينتشر سوء التغذية بشكلٍ كبيرٍ اثناء الحروب والكوارث بسبب اختلاف البيئة المحيطة التي يعيش فيها الأطفال وحالة الفقر التي يعاني من الأهالي والأمهات.
وأضاف أبو يحيى أنّهم يواجهون شهرياً أكثر من ٢٠ حالة سوء تغذية شديد ومتوسط في ظلّ غياب معايير التوزيع من بعض الجهات فلا تظهر نتائجُ وأهدافُ التوزيع ولا تصلُ للأطفال الأكثر حاجةً وضرراً.
الجدير بالذكر أنّ مخيمات أطمة في الشمال السوري باتت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الذين يعاني معظمهم من الفقر مما جعل تأمين حليب الأطفال من أهم الأمور التي تؤرّقهم.