مذكّراتُ خدامٍ تكشفُ عن اتفاقٍ بين الأسدِ وإيرانَ على إطالةِ أمدِ الحربِ العراقيةِ لإتعابِ! أمريكا

كشفتْ مذكّراتُ نائب رأس النظام السابق، عبد الحليم خدّام، أنَّ رأس النظام بشار الأسد، اتفق مع إيران عشيةَ الحرب على العراق في عام 2003، على إطالة الحرب فيها لإتعاب الأمريكيين، كما اقترح تقديم وعود “وهمية” للمعارضة العراقية.

وقال خدام في مذكرات، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” الفصل الأول منها، اليوم الاثنين 26 نيسان، إنَّ اشتداد الحملة الأمريكية على العراق، أثار القلق في سوريا من امتداد الحرب إلى أراضيها، لا سيما أنَّ الموقف السوري كان بجانب العراق، وفي ضوء ذلك، زار الأسد طهران في 16 من آذار 2003، للعمل على توحيد الموقف معها في مواجهة التطوّرات الجديدة المقلقة والمقبلة إلى المنطقة، والتقى بالرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي، والمرشد الأعلى علي خامنئي.

وخلال لقاء خاتمي، تساءل الأسد ماذا سنفعل قبل الحرب أو في حال حدوثها، مبدياً تخوّفه من أنَّ استقرار الولايات المتحدة في العراق وتحقيق الأمن، يعني انتقال الحرب إلى إيران وسوريا، فأجابه خاتمي، أنَّ “هذه أسئلة صحيحة وفي وقتها”.

وأضاف الأسد: “لو كان من يحارب غير الأميركيين لكان سقوط صدام (حسين) أسرعَ، لكنَّ الأميركيين تتحكّم بهم الحماقة، قالوا إنَّهم سيحسمون الحرب خلال أيام أو أسابيع، لقد حصروا أنفسهم بهذا الزمن دون داعٍ”.

وأشار الأسد إلى أنَّ المعارضة العراقية “المهرولة باتجاه أمريكا، لن يعملوا مع سوريا وإيران، لذا يجب توسيع العلاقات وخلق عناصر أخرى للتنسيق، والعنصر الأكبر هو الأكراد”، معتبراً أنَّ الدولة الكردية “أمرٌ يقلق تركيا وسوريا وإيران والعراق، ويجب التنسيق بيننا في هذا الموضوع”، الأمر الذي لاقى ترحيبَ خاتمي، والذي حذّر بدوره من قيام “دولة كردية”.

واقترح الأسد إعطاءَ المعارضة العراقية “وعوداً وهمية على الطريقة الأمريكية”، مشيراً إلى أنَّ “المشكلة الأولى في الحرب هي صدّام نفسه”.

وبعد لقاء خاتمي، انتقل الأسد إلى لقاء خامنئي، حيث قال: “لا نريد حدوث الحرب لأنها ضارة للجميع، لكن من غير المعقول أن نجلس وننتظر مجيئها إلينا لاحقاً، وفي حال حصول الحرب أهم شيء يمكن أن يحدث هو إطالتها حتى تتعب أمريكا”، الأمر الذي اعتبره خامنئي “تحليل جيد حول ما يجري في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى