مرصدٌ حقوقيٌ يدينُ انتهاكاتٍ جثيمةٍ لميليشياتِ “قسد” ترتكبها بحقّ المدنيينَ شرقَ الفراتِ.
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، عن ارتكاب ميليشيا قسد جرائم حرب وجرائمَ ضد الإنسانية بحقّ آلاف السوريين شرقي البلاد، بغطاءِ من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.
جاء ذلك بحسب تقريرٍ اصدره المرصدُ والذي مقرُّه جنيف ، قال فيه إنّ تلك الجرائمَ مستمرةٌ حتى هذه اللحظة، بدعم وتنسيق غيرِ مبررّين من قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدعم ميليشيات “قسد” عسكريًا منذ تأسيسها.
واضاف المرصدُ الحقوقي إنّ “معاناة آلاف السوريين في مدينتي الرقة ودير الزور تضاعفت بعد قضاء قواتِ التحالف الدولي على أفراد تنظيمِ داعشَ، وتولّي “قسد” إدارةَ الجزء الشرقي من سوريا”.
وأوضح أنّ أخطر تلك الانتهاكاتِ حاليًا هو التجنيد الإجباري الذي تفرضه ميليشيات “قسد” على المواطنين وبينهم أطفالٌ لم تتجاوز أعمارهم الـ18 عامًا للمشاركة في الحرب بين تلك المليشياتِ، وخلفَها التحالفُ الدولي، وبين تنظيم داعش.
وأضاف أنّ عناصرَ “قسد” ينفّذون إعداماتٍ بحقّ المدنيين، بحجة أنّهم “يتبعون لتنظيم داعش، إذ أظهر فيديو مسرّبٌ حديثًا من هاتف عنصر بـ”قسد” في أحد سجونها عملياتِ قتلٍ وتنكيل تطالُ شباناً من العرب؛ لرفضهم التجنيدَ الإجباري.
وأظهر الفيديو، الذي نشرته “شبكة أخبار الفرات”، إعدامُ شابين عربيين بطريقة وحشية في المعتقل، ثم التنكيلُ بجثتيهما.
وكان “الأورومتوسطي” قد حصل على مقطعِ فيديو يظهر جنديًا مثلمًا من “قسد” وهو يضرب فتاة ورجلًا بعد تقييدهما وتوجيهِ الشتائمِ إليهما؛ لرفضهما الذهابَ إلى معسكراتِ التجنيد الإجباري.
وأكّد المرصدُ الحقوقي انّ مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقعِ التواصل الاجتماعي، يعود تاريخُه إلى أيار 2018، ويظهر أحدَ أفراد ميليشيات “قسد” وهو يعدم رجلًا وزوجته كانا يستقلان دراجة نارية لمجرد مرورهما بجانب جدار كتبت عليه عباراتٌ ضدَ أحدِ قيادات ميليشيا قسد.
وأوضح أنّ المقطع المصوّرَ أظهر أحدَ أفراد “قسد” وهو يتلفظ بشتائمَ مسيئة للعرب، خلال حديثه بلغة كردية، قبل أن يقتلَ الزوجين.
وأفاد المرصدُ بأنّ مقطع تسجيلي آخر أظهر مقاتلَيْن من ميليشيات”قسد” يعذّبان مدنييّن اثنين مكبلين، للاعتراف بأماكنِ تحصّنِ عناصرِ تنظيمِ داعش في مدينة الرقة.
وأكّد التقريرُ أنّ قوات “قسد” منعت النازحين السوريين، الذين فرّوا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيمُ داعش، من العودة إلى منازلهم واعتقلت المئاتِ منهم ووضعتهم داخلَ معتقلات.
ووفقَ معلوماتٍ جمعها المرصد من مؤسسات حقوقية سورية، فإنّ ميليشياتِ “قسد” عذّبت المئاتِ من النازحين بالضرب المبرّح والاحتجازِ في مراكز غيرِ معدّةٍ للتوقيف لأيام طويلة؛ بغرض معرفةِ أيِّ معلومةٍ عن تنظيم داعش.
كما وثّق المرصدُ إفاداتٍ لمدنيين في تلك المناطق تفيد بقيام ميليشيات “قسد” بتغيير ديموغرافية مناطقهمِ، عبرَ مصادرة عشرات المنازل في القرى التي دخلتها.
يذكر أنّ ميليشيات قسد أعلنت عن تأسيسها بمدينة القامشلي ، في 10 تشرين أول 2015.